فِي فِلْسْطِينَ أَيُّ نَجْمٍ أَنَارَا – خليل مطران
فِي فِلْسْطِينَ أَيُّ نَجْمٍ أَنَارَا … فَأَقَرَّ العُيُونَ ثُمَّ تَوَارَى
شُبِّهُ لِلْمَسِيحِ أَوْفَى عَلَيْهَا … زَمَناً لَمْ يَطلْ وَأَلْقَى السِّتَارَا
ما دَهَى الأُمَّةَ الَّتِي فَقَدَتْهُ … أَفْدَحَ الرُّزْءِ فقْدِهَا الحَجَّارَا
بَانَ عَنْهَا فَجْأَة قَهْرَ ثَكْلى … مُسْلِمُوهَا فِي مَأْتَمٍ وَالنَّصارَى
عَمَّ إِحْسَانُهُ الدِّيَارَ فَلَمَّا … غَابَ عَمَّ الأَسَى عَلَيْهِ الدِّيَارَا
لَمْ يَسِرْ بِالأَبِ المُشَيَّعِ شَعبٌ … وَهْوَ بَاكٍ كَمَا بِهِ الشَّعْبُ سَارَا
رَجُلٌ شَرَّفَ الرِّجَالَ وَحِبْرٌ … بِالمُبِرَّاتِ شَرَّفَ الأَحْبَارَا
عَالِمٌ عَامِلٌ نَقِيٌّ تَقِيٌّ … يَمْلأُ النَّفْسَ رَوْعة وَوِقَارَا
بَلَغَ الشَّأْوَ كَاتِباً وَخَطِيباً … وَكَسَا الضَّادَ مَا تَشَاءُ فَخَارَا
عَبْقرِيٌّ بِفِكْرِه لا يُسَامَى … وَبِمَجْرَى بَيَانه لا يُجَارَى
نَفَعَ النَّاسَ فِي الْحَيَاة وَوَلّى … نَفْعُهُمْ بَعْدَ عَيْنهِ الآثارَا
وَبِرَأْيٍ مَاضٍ وَقَلْبٍ شُجاعٍ … مِنْ عدُوِّ الذِّمَارِ صَانَ الذِّمَارَا
مَنْ رَأَى نَظْمُهُ جِسَامَ المسَاعِي … كيْفَ يَسْطِيعُ نَظْمَهَا أَشْعَارَا
يَا فَقِيدَ الأَوْطَانِ بَلْ يا شَهِيداً … خَالِداً بَيْنَ أَهْلِها تِذْكَارَا
قَدْ تَرَكْتَ المَجْدَ القَصِيرَ مَدَاهُ … فَالْقَ مَجْداً يُطَاوِلُ الأَدْهَارَا
وَتَمَتَّع بالقُرْبِ مِنْ عرْشِ رَبٍ … كُنْتَ فِي الأَرْضِ عَبْدَهُ المُخْتَارَا