فِي فُؤَادِي مِنْ أَسىً مَا فِي فُؤَادِكْ – خليل مطران

فِي فُؤَادِي مِنْ أَسىً مَا فِي فُؤَادِكْ … وَبِجِفْنَيَّ سُهَادٌ كَسُهَادِكْ

كَيْفَ لاَ أُطْلِقُ دَمْعِي وَلَقَدْ … كُنْتُ مَا عِشْتُ أَسِيراً لِوِدَادِكْ

يَا فَتَى الأَخْلاَقِ وَالآدَابِ كَمْ … فِي المُحِبِّينَ شَرِيكُ فِي حدَادِكْ

كَمْ أَخِي علْمٍ وَفَضْلٍ مُكْبِرٌ … فِي مَجَالاَتِهَا قَدْرَ جِهَادِكْ

جَلَّ فِي أَوْحَدِكَ الخَطْبُ كَمَا … جَلَّ فِي أَوْحَدِهَا خَطْبُ بِلاَدِكْ

كَانَ فِي نَشْءِ الحِمَى نَابِغَةً … يَقْتَفِي إِثْرَكَ فِي أَعْلَى مَرَادِكْ

فَرَمَى الدَّهْرُ بِهِ مِنْ حَالِقٍ … لاَ تَكِلْ لِلْيَأْسِ تَصْرِيفَ قِيَادِكْ

ومن البرّ بمن تبكيه أن … لا يكون الثّكل أقوى من رشادك

فلقد أعقب طفلاً ماله … بعد فقد الأب عونٌ كافتقادك

رد ّما اسطعت على إنمائه … كلّ ذخرٍ من حنانٍ في سوادك

وليهيأ للمعالي وليفق … شأنه شأن أبيه باجتهادك

هذه تقدمةٌ لله إن … زدتها كانت لديه خير زادك

يا إلهاً سامنا أقسى النّوى … أنت أدرى يا إلهي بمرادك

آنس المحبوب في وحشته … ولينفّر رمسه صوب عهادك