فِي حَيِّكُمْ لِيَ قَلْبٌ جِدُّ مُرْتَهَنِ – خليل مطران
فِي حَيِّكُمْ لِيَ قَلْبٌ جِدُّ مُرْتَهَنِ … يُحِبُّكُمْ وَبِغَيْرِ الْحُبِّ لَمْ يَدِنِ
أَلنَّفْلُ فِي شَرْعِهِ كَالْفَرْضُ يَلْزَمُنِي … وَالوَعْدُ فِي حُكْمِهِ كَالعَهْدِ يُلْزِمُنِي
قَلْبِي وَمَضْرِبُهُ جَنْبِي وَأَحْسَبُهُ … عَلَى نَوَى سَكَنِي أَدْنَى إِلَى سَكَنِي
كَيْفَ التَّخَلُّفُ عنْ أُنْسٍ بِرُؤْيَتِكُمْ … وطَالَمَا الْتَمَسْتَهَا الْعَيْنُ فِي الْوَسَنِ
أَخٌ دَعَانِي فَإِكْرَاماً وَتَلْبِيَةً … قَدْ سَرَّ قَلْبِي ذَاكَ الصَّوْتُ فِي أُذُنِي
مَنْ قَالَ لِلْمَطْلَبِ الْبَادِي تَعَذُّرُهُ … عِنْدَ اجْتِمَاعِ الْهَوَى وَالرَّأْيِ كُنْ يَكُنِ
أَمْرُ المَوَدَّةِ مَسْمُوعٌ فَكَيْفَ بِهِ … عَلَى الطَّهَارَةِ مِنْ رِجْسٍ وَمِنْ دَرَنِ
مَنْ لا يُجِيبُ وَأَسْنَى مَا يُكَلِّفُهُ … تَشْجِيعُ سَارِينَ فِي هَادٍ مِنَ السَّنَنِ
يَا آخِذِينَ الصِّغَارِ لَقَدْ … صُنْتُمْ مَرَابِعَكُمْ مِنْ أَكْبَرِ المِحَنِ
مَسَاوِيءُ الْجَهْلِ فِي الأَطْفَالِ شَامِلَةٌ … لِقَوْمِهِمْ كُلِّهِمْ فِي مُقْبِلِ الزَّمَنِ
كَمْ عَزَّ مِنْ ضَعَةٍ شَعْبٌ بِفِتْيَتَهِ … وَكَانَ آبَاؤُهُمْ فِي أَوْضَعِ المِهَنِ
هُوَ ابْتِناءٌ لِمَا تَرْجُونَ مِنْ عِظَمٍ … وَهْوَ اتِّقَاءٌ لِمَا تَخْشَونَ مِنْ فِتَنِ
فَأَنْفَعُ النَّاسِ هُمْ أَهْلُ السَّمَاحِ بِمَا … يُنْمِي نُفُوساً عَلَى الأَخْلاقِ وَالفِطَنِ
رِعَايَةٌ سَنَّهَا حَقُّ الْبِلادِ عَلَى … كِرَامِهَا فَرَأَوْهَا أَوْجَبَ السُّنَنِ
هَذَا هُوَ الْبِرُّ أَشْقَى مَا يَكُونُ نَدىً … وَتِلْكَ فِي مَعْنىً خِدْمَةُ الْوَطَنِ
يَا مَنْ بَنَتْ بِيَدٍ فِي اللهِ أَيِّدَةٍ … صَرْحاً عَلَى أُسُسِ الْفَضْلِ المَتِينِ بُنِي
أُثْنِي عَلَيْكِ وَأَثْنِي عَنْ مُؤَاخَذَةٍ … يَرَاعَتِي لِفَريقٍ بِالْعُلَى قَمِنِ
لَكِنَّ قَوْمِي إِذَا ضَنُّوا تَدَارَكَهُمْ … سَخَاءُ مُعْتَذِرٍ عَنْ أَلْفِ مُخْتَزِنِ
حَقِيقَةٌ إِنْ جَرَى هَذَا اللِّسَانُ بِهَا … فَعَنْ أَسىً لِلأُُولَى عَاتَبْتُ لا ضَغَنِ
فَلْيَشْهَدُوا الْيَوْمَ وَالإِجْلالُ يُخْطِئُهُمْ … إِلَيْكَ مَا لِصَحِيحِ المَجْدِ مِنْ ثَمَنِ
وَلْيَنْظُرُوا بُطْلَ مَا تُغْرِي الْقُلُوبِ بِهِ … شُمُّ المَنَازِلِ وَالْخَضْرَاءُ فِي الدِّمَنِ
إِنَّا لَنَسْتَقْبِلُ الْحُسْنَى وَقَدْ بَرَزَتْ … لَنَا مُصَوَّرَةً فِي وَجْهِكَ الْحَسَنِ
أَبْقَيْتَ فِينَا وَفِي الأَجْيَالِ تُعْقِبُنَا … ذِكْرَى نُقَدِّسُهَا فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ
ذِكْرَى هِيَ الكَنْزُ لا يَفْنَى إِذَا عَبِثَتْ … أَيْدِي الزَّمَانِ بِكَنْزٍ غَيْرِهِ فَفَنِي
غَنَّتْكِ مَيُّ وَ مَيٌّ أَيًّ سَاجِعَةٍ … بَيْنَ الشَّجَى فِي نَشِيدِ الخُلْدِ وَالشَّجَنِ
أَلفِكْرُ فِي جَنَّةٍ مِنْ عَبْقَرِيتَّهَا … يَطِيرُ مِنْ فَنَنٍ زَاكٍ إِلَى فَنَنِ
تَثْقِيفُ أَبْنَائِكُمْ فِيهِ النَّجَاهِ لَكُمْ … مِنَ المَذَلاَّتِ وَالعِلاَّتِ وَالإِحَنِ
هَانَتْ نُفُوسُ أُنَاسٍ دُونَ مَا جَمَعَتْ … وَأَيُّ عِزٍّ لَهَا بِالمَالِ إِنْ تَهُنِ
وَصَاغَ هِكْتُورُ مِنْ أَغْلَى فَرَائِدِهِ … عِقْداً يُنَافِسُ مَا أَغْلَيْتِ مِنْ مِنَنِ
وَسَالَ فِي مَدْحِكِ الشُّؤْبُوبُ مُنْسَكِباً … جُمَانُهُ كَانْسِكَابِ العَارِضِ الْهَتِنِ
وَفَاضَ كَالنَّبْعِ فَيَّاضٌ فَطَهَّرَ مِنْ … أَوْضَارِهِ كُلَّ حَوْضٍ رَاكِدٍ أَسِنِ
بِمِقْوَلٍ لا يُجَارَى فِي فَصَاحَتِهِ … نَاهِيكَ بِالْوَحْيِ مِنْ عَلاَّمَةٍ لَسِنِ
بُورِكْتِ مُثْرِيَةً سَنَّتْ بِقُدْوَتِهَا … لِكُلِّ غَانِيَةً نَهْجاً وَكُلِّ غَنِي
وَبُورِكَتْ فِي بُيُوتِ العِلْمِ مَدْرَسَةٌ … زَادَتْ مَدِينَتَهُ تِيهاً عَلَى الْمُدُنِ
مَنَارَةٌ بَيْنَ كُثْرٍ مِنْ مَنَائِرِهَا … فِيهَا الْهِدَايَاتُ لِلأَلْعَابِ وَالسُّفُنِ
تُدِيرُهَا مُسْعِدَاتٌ بَاهِرَاتٌ حِلىً … مِنْ كُلِّ طَالِعَةٍ شَمْساً عَلَى غُصُنِ
وَمُسْعِفُونَ لَهُمْ فِي كُلِّ مَحْمَدَةٍ … أَنْدَى الأَيَادِي وَأَصْفَاهُنَّ مِنَ المِنَنِ
هَيْهَاتَ تَنْظَمُ فِي شُكْرٍ مَنَاقِبُهُمْ … إِنْ صِيغَ مُتَّزِناً أَوْ غَيْرَ مُتَّزِنِ