فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد – خليل مطران
فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد … مِثْلُ أَسَى وَالِدٍ عَلى وَلدِ
كَمْ بَطَلٍ عَاشَ وَهْوَ ذُو صَيَدٍ … فَرَدَّهُ الثُكْلُ غَيْرَ ذِي صَيَد
أَهْوَنُ مِنْ رَزْئه عَلَيْه أَذىً … كِفَاحُ جَيْشٍ أَوْ مُلْتَقَى أَسَد
سَابَا لَكَ اللهُ وَهْوَ أَلْطَفُ مَنْ … يَأْسُو جَرِيحاً وَأَنْتَ ذُو رَشَد
إِنَّ قُلُوباً مُحِيطَةً بِكَ مِنْ … كَرَامَةٍ شَارَكَتْكَ فِي الْكمَد
لَهْفِي عَلى ذلِكَ الْحَبِيبِ ذَوَى … مُنهَصِرَ الْغُصْنِ لَمْ يُنَلْ بِيَد
مَاتَ كَنُضْرِ الْفُرُوعِ يَلْزَمُهَا … بَعْدَ الرَّدَى حُسْنُهَا إِلى أَمَد
فِي جَاه أَوْرَاقهِ وَبَيْنَ حلَى … أَزْهَارِه مِن مُبَشِّرٍ وَندي
في عِزِّ مُلْكِ الصَّبَا وَحَاشِيَه … مِنْ غُرِّ آمَالهِ بِلاَ عَدَد
فِي مُنْتهَى مَجْده وَصَوْلَته … إِذْ يَقْتُلُ السَّعْدَ لاَهِياً وَيَدي
وَيَصْدمُ المَكْرَ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ … وَيَقْحَمُ الدَّهْرَ غَيْرَ مُرْتَعِد
وَيَتْرُكُ اللَّوْمَ حَائِراً وَجِلاً … مُنْعَقِداً فِي لِسَانِ مُنْتقد
يَا رَاحِلاً فِي الْغَدَاةٍ عَنْ نِعَمٍ … تَتْرَى وَعَنْ بَسْطَةٍ وَعَنْ رَغَد
وَتَارِكاً رَسْمَهُ لِفَاقِده … مُصَوَّراً بِالْجِرَاحِ فِي الْخَلَد
لاَ أَنْكَرَتْ رُوْحُكَ التَّي أَمِنَتْ … مَا فَارَقَتْ مِنْ مَخَاوِفِ الْجَسَد