في غيابِكْ – صباح الحكيم
كلُّ شيءٍ في غيابِكْ
كالحٌ كالليلِ في عيني..
وفي الوجدانِ عشقٌ
إذ بكى حُزناً، ففاضَ الوجدُ ينبوعاً..
على أعتابِ بابِكْ
…
ذا فؤادي
فَهْوَ مُلْكٌ
بينَ كفَّيكَ حياتي
سَلْهُ عَنِّي
عنْ عذابي
عنْ فراغِ المُرِّ يأبى
أنْ يُغادر في ذَهَابِكْ
…
كيف تمضي؟
بعدما قد صُرتَ منِّي
وذوى قلبي على لحنِ عتابِكْ
ولقد عاهدتَ قلبي
أنْ تظلَّ الآنَ قُربي
بشعورِ الودِّ دفئاً من جنابِكْ
…
وأتى عِطرُ حروفٍ
تَقطُرُ الأشواقَ شهداً
مِنْ رِضابِ الودِّ..
أعني…مِنْ شَرابِكْ
…
سيِّدَ النُّورِ المُعَطَّرْ
وحبيبَ الرُّوحِ … أكثرْ
يا غياثاً قد أتاني منْ سحابِكْ
….
صار هذا الكونُ يزهو
مثلَ قلبينا وداداً،
وربيعُ الحبِّ يختالُ بنا..
لمَّا استهلتْ فرحةُ الدنيا بروحي
و أضاءَ الحبُّ عمري
بتُ لهفاً أتَمَنَّى
أنْ أَعيشَ الفرحةَ الكبرى..
دلالاً في رحابِكْ
…
لا أُعاني
غُربتي .. وحدَةَ ذاتي:
آهةٌ تتبعُ أخرى،
لذَّةُ العيشِ هباءٌ دونَ ريحان اقترابِكْ
…
ليتني أسمعُ صوتاً
فَــتجيءُ الآنَ عندي
أو عبيرٌ منكَ يحيي القلبَ يأتيني سريعاً
ذاك قلبي
باتَ مُشتاقاً لعطرٍ مِنْ جوابِكْ .