في الظباء الغادين أمسِ غزالُ – مهيار الديلمي
في الظباء الغادين أمسِ غزالُ … قال عنه ما لا يقول الخيالُ
طارقٌ يزعم الفراقَ عتابا … ويرينا أنّ الملالَ دلالُ
لم يزل يخدع البصيرة َ حتّى … سّرنا ما يقول وهو مُحالُ
لا عدمتُ الأحلام كم نوَّلتني … من منيعٍ صعبٍ عليه النوالُ
لم تنغِّصْ وعداً بمطل ولم يو … جبْ له منَّة ً عليّ الوصالُ
فلليلي الطويل شكري ودينُ ال … عشق أن تكرهَ الليالي الطّوالُ
لمن الظُّعنُ غاصبتنا جمالا … حبذا ما مشت به الأجمالُ
كانفاتٍ بيضاءَ دلَّ عليها … أنّها الشمس أنّها لا تُنالُ
جمحَ الشّوقُ بالخليع فأهلاً … بحليمٍ له السلوُّ عقالُ
كنتُ منه أيّامَ مرتعُ لذَّاتي … تخصيبٌ وماءُ عيشي زُلالُ
حيث ضلعي مع الشباب وسمعي … غرضٌ لا تصيبه العُذَّالُ
يا نديميّ كنتما فافترقنا … فاسلواني لكلّ شيء زوالُ
ليَ في الشيبِ صارفٌ ومن الحزن … على آل أحمدٍ إشغالُ
معشر الرشد والهدى حكمَ البغ … يُ عليهم سفاهة ً والضلالُ
ودعاة الله استجابت رجالٌ … لهم ثم بُدِّلوا فاستحالوا
حمولها يومَ السَّقيفة أوزا … راً تخفُّ الجبالُ وهي ثقالُ
ثم جاءوا من بعدها يستقيلو … نَ وهيهاتَ عثرة ٌ لا تقالُ
يا لها سوءة ً إذا أحمدٌ قا … م غدا بينهم فقال وقالوا
ربعُ همّي عليهمُ طللٌ با … قٍ وتبلى الهمومُ والأطلالُ
يا لقومٍ إذ يقتلون عليّا … وهو للمَحل فيهمُ قتّالُ
ويُسرُّون بُغضهُ وهو لا تٌق … بلُ إلاّ بحبّه الأعمالُ
وتحالُ الأخمارُ والله يدري … كيف كانت يومَ الغدير تحالُ
ولسبطين تابعيه فمسمو … مٌ عليه ثرى البقيعِ يُهالُ
درسوا قبره ليخفى عن الز … وَّارِ هيهات كيف يخفى الهلالُ
وشهيدٍ بالطَّفّ أبكى السموا … تِ وكادت له تزول الجبالُ
يا غليلي له وقد حرِّمَ الما … ءُ عليه وهو الشرابُ الحلالُ
قُطعتْ وصلة النبيِّ بأن تُق … طعَ من آل بيته الأوصالُ
لم تُنجِّ الكهولَ سنٌّ ولا الش … بَّانَ زهدٌ ولا نجا الأطفالُ
لهفَ نفسي يا آلُ طه عليكم … لهفة ً كسبتها جوى ً وخبالُ
وقليلٌ لكم ضلوعي تهت … زُّ مع الوجدِ أو دموعي تُذالُ
كان هذا كذا وودّي لكم حس … ب ومالي في الدِّين بعدُ اتصالُ
وطروسي سودٌ فكيف بيَ الآ … نَ ومنكم بياضها والصِّقالُ
حبّكم كان فكَّ أسري من الشَّر … ك وفي منكبي له أغلالُ
كم تزمّلتُ بالمذلّة حتى … قمتُ في ثوب عزّكم أختالُ
بركاتٌ لكم محت من فؤادي … ما أملَّ الضلالَ عمٌّ وخالُ
ولقد كنتُ عالما أن إقبا … لي بمدحي عليكمُ إقبالُ
لكمُ من ثنايَ ما ساعدَ العم … رُ فمنه الإبطاء والإعجالُ
وعليكم في الحشر رجحانُ ميزا … ني بخيرٍ لو يُحصرُ المثقالُ
ويقيني أنْ سوفَ تصدقُ آما … لي بكم يومَ تكذب الآمالُ