فيم العناء؟ – غازي القصيبي

جميع المطارات عندي سواء

جميع الفنادق عندي سواء

و كل ارتحال قبيل الشروق

و بعد المساء

سواء

و كل الوجوه

تطاردني عند كل وداع

تلاحقني عند كل لقاء

سواء

ففيم العناء؟

أفيق مع الفجر

أشرب شاي الصباح

أسير إلى عنابة الأمس و اليوم

حيث تسيل الدماء

أصافح نفس الأيادي المليئه

بالعطر و المكر.. ألمح نفس الرياء

و نفس الخداع

و نفس الغباء

ففيم العناء؟

ففيم العناء؟

و ألهو بنفس القرارات

أهذي بنفس الخطابات

أسمع نفس الغناء

أطوف بنفس الجموع

و أبصر نفس الدموع

و أضحك حين يشاء القضاء

و أحزن حين يشاء القضاء

ففيم العناء؟

ففيم العناء؟

و لا يعرف الفقر أني

سكبت دموعي عليه

و لا يعرف الحب أني

ارتميت.. لثمت يديه

و لا يعرف الظلم أني

تململت في قبضتيه

و لا يعرف الناس أني

غضبت و قد عذب الأبرياء

و حاربت حين طغى الأدعياء

ففيم العناء؟

ففيم العناء؟

و حين أغيب

وراء المغيب..

يقولون: كان عنيدا

و كان يقول: القصيدا

و كان يحاول شيئا جديدا

و راح و خلف هذا الوجودا

كما كان قبل غبيا بليدا

ففيم العناء؟

ففيم العناء؟