فوجئت فيك بأنكر الأنباء – خليل مطران
فوجئت فيك بأنكر الأنباء … وفجعت فيك بأكبر الأرزاء
للَه صبحك ما أشد ظلامه … والضوء فيه باهر اللألاء
ماذا داهني فيك يا إلف الصبي … وعشيري المفدي بالشعراء
أتركتني بعد السرور المنقضي … لتأسف لا ينقضي وبكاء
ذهب النجيب فلا نجيب إذا دعا … داعي الوفاء وكان يوم وفاء
ذهب النديم فلا نديم إذا دعا … داعي الصفاء ولات عهد صفاء
ذهب الفتى الحر الصريح وكان من … يرقى الذرى لو عاش عيش مراء
ذهب الأديب الألمعي وأنه … للألمعي الفرد في الأدباء
ذهب الذي لو شاء نظم جمانه … لغدا المشار إليه في الشعراء
فبفضل آية شيمة طاح الردى … قبل الأوان ونور آي ذكاء
آهاً من الدنيا الغرور ويا لها … من طية في صفوها كدراء
مضت السنون ثقالها كخفافها … وتقلصت كتقلص الأفياء
أين الأماني التي كانت لنا … ماذا يقيم الرسم فوق الماء
هذي حياة إن تطل أو لم تطل … مقضية كتنفس الصعداء
يا أيها النائي تشيعه النهي … وبغير ود المجد إنك ناء
إن تمضي محمولاً على أيدي الأسى … فهي الركاب إلى أحب بقاء
إخوانك الباكون حولك خشعٌ … من هول هذي البغتة الدهماء
هيهات أن يجدوا عزاً صادقاً … وحبيبهم أمسى من الفقداء
ليدم لهم أخواك بعدك سلوةً … وينرهم أثراك في الغلماء
تاللَه ما أدرى أمن مناقضي … أم من أقام أحقنا برثاء