فلو أرآني إذا أتاني – محيي الدين بن عربي

فلو أرآني إذا أتاني … سرَّاً وجهراً أنا بذاتي

وقلتُ أنعمْ فقلتُ طوعاً … وكانَ مني ليَ التفاتي

فنيت عني بعين أني … وعن عداتي وعن ثقاتي

وعنْ وعيدي وعنْ مزيدي … وعن نعيمي وعن عِداتي

وعن شهيدي وعن شهودي … وكنتَ لي بي نِعْمَ المواتي

فيا أنا ردّني بعيني … إليَّ حتى أرى ثباتي

فردني بي إلي مني … فلم يقم بي سوى صفاتي

فصال كفي على عصاي … وصالَ عُودي على صفاتي

فسالَ نهرُ البروجِ منها … عشرَ أو ثنتينِ معلماتِ

فقلتُ لي يا أنا وزدني … مني ثَباتاً على ثباتي

هذي علومُ الحياة ِ لاحتْ … على وجودي من النباتِ

فأين سرِّي اللطيفِ مني … ما أودع الله في الذوات

فزدتَني ما طلبت مني … فدام شوقي إلى مماتي

فصرت أشكو الغرام مني … إليَّ كيما تبدو سماتي

إلى جُفوني من عين كوني … فزاد جمعي على شتاتي

وصلت ذاتي وحدا بذاتي … من أجل ذاتي مدى حياتي

ولم أعرِّج على جفائي … وطولِ هجري وسيئاتي

أنا حبيبي أنا محبي … أنا فتايَ أنا فتاتي