فلسفة الفن – عبدالله البردوني
لا تقل ما دمع فنّي … لا تسل ما شجو لحني
منك أبكي و أغنّيك … فما يؤذيك منّي
سمّني إن شئت نوّاحا … و إن شئت مغنّي
فأنا حينا أعزّيك … و أحيانا أهنّي
لك من حزني الأغاريد … و من قلبي التمنّي
أنا أرضي الفنّ لكن … كيف ترضى أنتَ عنّي
كلّ ما يشجيك يبكيني … و يضني و يعنّي
فاستمع ما شئت و اتركني … كما شئت أغنّي
لا تلمني إن بكى قلبي … و غنّاك بكايا
لا تسلني ما طواني … عنك في أقصى الزوايا
ها أنا وحدي و ألقا … ك هنا بين الحنايا
ها هنا حيث ألاقيك … طباعا و سجايا
حيث تهوي قطع الظلما … كأشلاء الضحايا
و تطلّ الوحشة الخر … سا كأجفان المنايا
و الدجى ينساب في الصمت … كأطياف الخطايا
و السكون الأسود الغا … في كأعراض البغايا
و أنا أدعوك في سرّي … و أحلامي العرايا
يا رفيقي في طريق العمر … في ركب الحياة
أنت في روحيّتي رو … ح و ذات ملء ذاتي
جمعتنا وحدة العيش … و توحيد الممات
عمرنا يمضي و عمر … من وراء الموت آتي
نحن فكران تلاقينا … على رغم الشتات
نحن في فلسفة الفنّ … كنجوى في صلاة
أنا كأس من غنى الشو … ق و دمع الذكريات
فاشرب اللّحن ودع في ال … كأس دمع الموجعات
هكذا تصبو كما شا … ءت و تبكي أغنياتي
يا رفيقي هات أذنيك … و خذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقيـ … ك و خمر الياسمين
من معين الفنّ أرويـ … ك و لم ينضب معيني
لك من أنّاتي اللّحن … و لي وحدي أنيني
و لك التغريد من فنّي … و لي جوع حنيني
هل أنا في عزلة الشعر … كأشواق السجين
حيث ألقاك هنا في خا … طر الصمت الحزين
في أغاني الشوق في الذكرى … و في الحبِّ الدفين
في الخيالات و في شكوى … الحنين المستكين