فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ – أحمد شوقي

فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ … بدا للوجودِ بمرأى عجبْ

تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ … كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب

ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ … فمِنَّا الكؤوسُ، ومنه الحبَب

منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى … منارُ السهولِ إذا ما إنقلب

أتانا من البحرِ في زورقٍ … لجيناً مجاذيفهُ من ذهب

فقلنا: سُليمانُ لو لم يَمُتْ … وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب

وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه … ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ

وهيهاتَ ما توجوا بالسَّنا … ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب

أنافَ على الماءِ ما بينها … وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب

فلا هو خافٍ، ولا ظاهرٌ … ولا سافرٌ، لا، ولا مُنتقِب

وليس بِثَاوٍ، ولا راحلٍ … ولا بالبعيدِ، ولا المقترب

تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ … ونصفٌ على جبلٍ لم يغب

يجدِّدها آية ٍ قد خلت … ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب