فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ – عبدالجبار بن حمديس

فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ … فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ

وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاة ِ إقامتِي … فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب

إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي … فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب

خذ العزم من برد السلو فإنما … هوى الغيد عندي للهوان نسيب

وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها … لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب

فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لها … طلوعٌ على آفاتها وغروب

ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ … ترى النفس فيه سعيها فتطيب

وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدة ٍ … فكمْ بلدة ٍ فيها المجالُ رحيب

إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً … لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ

ومنكرة ٍ مني زماعاً عرفته … عدوك يا هذي إليّ حبيب

جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ … جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ

وقالت غرابيب درجنَ ببينه … سيستدرج الأعوام وهو غريب

فما كان إلا ما قضى بالُها به … فهل كان عنها الغيب ليس يغيب

لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى … وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ

رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى … هي الكفّ ترمي أختها فتصيب

وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ … من الآل هزت جانبيه جنوب

ومستعطفات بالحداء على السرى … إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ

إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها … تبوّع منها في النجّاء ضروب

فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ … مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب

ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندها … كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب

كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها … فأنت إلى الرحمن منه تتوب

إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها … رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ

ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه … مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ

كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ … إذا لذع الأحشاء منه لهيب

وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه … من العرق الجاري عليه صبيبُ

وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه … قطاة ٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب

وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه … ولا لاح للتلويح منه شحوبُ

له لولبٌ في العين ليس يديره … لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب

رقيبٌ على شمس النهار بفعله، … أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ

إذا نزل الركبان طابَ لنفسه … على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ

تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكة ٌ … من التبر ليست بالوقاد تذوب

خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه … على كلّ عُودٍ بالفلاة ِ صليبُ