فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ – محمود سامي البارودي

فؤادٌ بأقمارِ الأكِلَّة ِ مولَعُ … وَعَيْنٌ عَلَى إِثْرِ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ

وَشَوْقٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ، لَوْ شِمْتُ حَدَّهُ … على بطلٍ لانقدَّ مِنهُ المُقَنَّعُ

أحاولُ كِتمانَ الهوَى ، فتشى بهِ … غُروبٌ منَ العينِ القريحة ِ تهمعُ

وما الحبُّ إلاَّ نفثة ٌ بابليَّة ٌ … يكادُ الصفا مِنْ مَسِّها يَتَصدَّعُ

خَليلى َّ هل بعدَ الصَبابة ِ سَلوة ٌ ؟ … وهل لِشبابٍ فاتَ بالأمسِ مَرجِعُ ؟

أبيتُ أُمنِّى النفسَ طَوراً فَترعوِى … وَأَتْلُو عَلَيْهَا الْيَأْسَ طَوْراً فَتَجْزَعُ

وما ذِكرُ ريعانِ الصِبا غَيرُ حَسرة ٍ … تَذِلُّ لَها نَفسُ العزيزِ وتَخضعُ

فلا رَحِمَ اللهُ المشيبَ وعَصرهُ … وإن كانَ فى أثنائهِ الحِلمُ أجمعُ

نَهارُ مشيبٍ ساءنِى وهوَ أبيضٌ … وَلَيْلُ شَبَابٍ سَرَّنِي وَهْوَ أَسْفَعُ

إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ شَابَ فُؤَادُهُ … وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ لِلْبَشَاشَة ِ مَوْضِعُ

وأى ُّ نَعيمٍ فى مَشيبٍ وراءهُ … هُمومٌ إذا مرَّتْ على القلبِ يَفزَعُ ؟

لِيَبْكِ الصِّبَا قَلْبِي وَطَرْفِي كِلاَهُمَا … وَقَلَّ لَهُ مِنِّي نَجِيعٌ وَأَدْمُعُ

زَمَانٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَعْقَابِ ذُكْرَة ٍ … إذا خَطرتْ كادَتْ لها النَفسُ تُنزَعُ