غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً – جرير

غداً باجتماعِ الحيَّ نقضي لبانة ً … و أقسمُ لا تقضى لبانتنا غدا

إذا صَدَعَ البَينُ الجَميعَ وَحَاوَلَتْ … بقوٍّ شَمَالِيلُ النّوَى أنْ تَبَدّدَا

و أصبحت الأجزاعُ ممنْ يحلها … قِفَاراً، فَمَا شاء الحَمَامُ تَغَرّدَا

أجَالَتْ عَلَيْهِنّ الرّوَامِسُ بَعْدَنَا … دقاقُ الحصَى من كلّ سهلٍ وَأجلَدَا

لقد قادني منْ حبَّ ماوية َ الهوى … و ما كانَ يلقاني الجنيبة َ أقودا

وَأحْسُدُ زُوّارَ الأوَانِسِ كُلّهُمْ، … و قدْ كنتُ فيهنَّ الغيورَ المحسدا

أعدُّ لبيوتِ الأمورِ إذا سرتْ … جِمالِيّة ً حَرْفاً، وَمَيْساَء مُفْرَدَا

لهَا مِجْزَمٌ يُطْوَى عَلى صُعَدائِهَا، … كطى الدهاقينْ البناءَ المشيدا

وَقَدْ أخْلَفَتْ عَهدَ السِّقابِ بجاذبٍ … طوتهُ حبالُ الرحلِ حتى تجددا

و زافتْ كما زافَ القريعُ مخاطراً … وَلُفّ القِرَى والحالِبَانِ فألْبَدَا

وَتُصْبِحُ يَوْمَ الخِمسِ وَهيَ شِمِلّة ٌ … مروحاً تقالى الصحصحانَ العمردا

أقولُ لهُ يا عبدَ قيسٍ صبابة ً … بِأيٍّ تَرَى مُسْتَوقْدَ النّارِ أوْقَدَا

فقالَ أرى ناراً يشبُّ وقودها … بحيثُ استفاضَ الجِزْعُ شيحاً وَغَرْقَدَا

أحِبّ ثَرَى نَجْدٍ وَبالغوْرِ حاجَة ٌ، … فغارَ الهوى يا عبدَ قيسٍ وأنجدا

وَإنّي لَمِنْ قَوْمٍ تَكونُ خُيُولُهُمْ … بثَغْرٍ، وَتَلْقاهُمْ مَقانِبَ قُوَّدَا

يحشون نيرانَ الحروبِ بعارضِ … عَلَتْهُ نُجومُ البِيضِ حتى تَوَقَّدَا

وَكُنّا إذّا سِرْنَا لِحَيٍّ بأرْضِهِمْ … تَرَكْنَاهُمُ قَتْلى ، وَفَلاًّ مُشَرَّدَا

وَمُكْتَبَلاً في القِدّ لَيسَ بِنَازِعٍ … لَهُ مِنْ مِرَاسِ القِدّ رِجْلاً وَلا يدَا

و إني لتبتزُّ الرئيسَ فوارسي … إذا كلُّ عجعاجٍ منض الخورِ عردا

رَدَدْنَا بِخَبْرَاءِ العُنّابِ نِسَاءكُمْ … و قدْ قلنَ عتقُ اليومِ أو رقنا غدا

فأصبحنَ يزجرنَ الأيامنَ أسعدا … وَقد كُنّ لا يَزْجُرْنَ بالأمسِ أسعُدَا

فَما عِبْتُ مِنْ نَارٍ أضَاء وَقُودُهَا … فِرَاساً وَبسطامَ بنَ قَيسٍ مُقَيَّدَا

و أوقدتَ بالسيدانِ ناراً ذليلة ً … و عرفتَ منْ سوءاتِ جعثنَ مشهدا

أضَاء وَقُودُ النّارِ مِنْهَا بَصِيرَة ً، … و عبرة َ أعمى همهُ قدْ ترددا

كأنَّ يدعونَ جعثنَ وركتَ … على فالجٍ من بُخْتِ كرْمانَ أحرَدَا

و أورثني الفرعانِ سعدٌ ومالكٌ … سَنَاءً وَعِزّاً في الحَيَاة ِ مُخَلَّدَا

متى أُدْعَ بَينَ ابنْي مُغَدّاة َ تَلقَني … إلى لوذِ عزٍ طامح الرأس أصيدا

أحلَّ إذا شئتُ الايادَ وحزنهُ … وَإنْ شِئْتُ أجزَاعَ العَقيقَ فجَلَعدَا

فلوْ كانَ رأيٌ في عدى َّ بنِ جندبٍ … رأوا ظلمنا لابني سميرة َ أنكدا

أيشهدُ مثغورٌ علينا وقدْ رأى … سُمَيْرَة ُ مِنّا في ثَنَايَاهُ مَشْهَدَا

متى ألقَ مثغوراً على سوءِ ثغرهِ … أضَعْ فَوْقَ ما أبقَى من الثَّغرِ مِبَرَدَا

مَنَعْناكُمُ حتى ابْتَنَيْتُمْ بُيُوتَكُمْ … وَأصْدَرَا راعِيكُمْ بفَلْحٍ وَأوْرَدَا

بشُعْثٍ على شُعْثٍ مَغاوِيرَ بالضّحى ، … إذا ثوبَ الداعي لروعٍ ونددا

كراديسَ أو راداً بكلَّ مناجدٍ … تعودَ ضربَ البيضِ فيما تعودا

إذا كفَّ عنهُ منْ يديْ حطمية ٍ … وَأبْدَى ذِرَاعَيْ شَيْظَمٍ قد تخَدّدَا

عَلى سَابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحى … إذا عَادَ الرّكْضُ سِيداً عَمَرَّدَا

أرى الطيرَ بالحجاجِ تجرى أيامنا … لكمْ يا أميرَ المؤمنينَ وأسعدا

رجعتِ لبيتِ اللهِ عهدَ نبيهِ … وَأصْلَحتَ ما كانَ الخُبَيْبَانِ أفسدَا

فما مخدرٌ وردٌ بخفانَ زأرهُ … إلى َ القرنِ زجرَ الزاجرينَ توردا

بأمضَى من الحجّاجِ في الحرْبِ مُقدِماً … إذا بَعضُهُمْ هابَ الخِياض فعَرّدَا

تصدى صناديدُ العراقِ لوجههِ … وَتُضْحي لهُ غُرُّ الدّهاقِينِ سُجّدَا

و للقينِ والخنزيرِ مني بديهة ٌ … و إنْ عاودوني كنتُ للعودِ أحمدا