غادروني بالأثيلِ والنَّقَّا – محيي الدين بن عربي
غادروني بالأثيلِ والنَّقَّا … أسكُبُ الدّمْعَ، وأشكُو الحُرَقا
بأبي مَن ذُبتُ فِيهِ كَمَداً … بأبي مَنْ مُتُّ مِنهُ فَرَقا
حمرة ُ الخجلة ِ في وجنتهِ … وضحُ الصُّبحِ يناغي الشَّفقا
قوَّضَ الصَّبرَ، وطنَّبَ الأسى … وأنا ما بينَ هذينِ لقا
من لبثِّي، من لوجدي، دلَّني … من لحزني، من لصبٍّ عشقا
كلما صنتُ تباريحَ الهوى … فَضَحَ الدّمعُ الجَوَى والأرَقَا
فإذا قلتُ: هبوا لي نظرة ً … قِيلَ ما تُمنَعُ إلاّ شَفَقا
ما عسى تغنيكَ منهمْ نظرة ً … هي إلاَّ لمحُ برقٍ برقا
لستُ أنسى إذ حدى الحادي بهمْ … يَطلُبُ البينَ ويَبغي الأبرَقا
نَعَقَتْ أغرِبَة ُ البَيْنِ بِهِمْ … لا رعى اللهُ غراباً نعقا
ما غرابُ البينِ إلاَّ جملٌ … سارَ بالأحبابِ نصَّاً عنقا
كلمات: فيصل بن تركي بن عبدالله
ألحان: ناصر الصالح
2002