عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ – السري الرفاء

عُفْرُ الظِّباءِ لدَى الكثيب الأَعفَرِ … سَفَحَتْ دموعُكَ يومَ سفحِ مُحَجَّرِ

أقبلْتَ بين مُعَرِّضٍ بكَ مُعْرِضٍ … حَذَرَ الوُشاة ِو ضاحكٍ مُستعبِرِ

يلطِمْنَ بالبَرَدِ العقيقَو إنما … يَقتصُّ من وَرْدِ الخُدودِ الأحمرِ

و إذا الفِراقُ أساءَ في أفعالِهِ … كانت إساءتُه بأحسنِ مَنْظَرِ

سَفَرَت فشِمْتُ لها بوارِقَ شيمَة ٍ … وَثِقَ الهَوى منها بِحَظٍّ مُسْفِرِ

ثم اكتسَتْ خَفَرَ الحَياءِفخبَّرَتْ … وَجَناتُها عن ذِمَّة ٍ لم تُخْفَرِ

لا تُنْكري جَزَعَ الشَّجيِّفإنَّه … لم يأتِ يومَ الجِزعِ منهُ بمُنكرِ

نَفَرَ الكَرى عن مُقْلَتَيْهِ وأحدَقَتْ … بفؤادِهِ حَدَقَ الظِّباءِ النُّفَّرِ

و لربَّما أغضَتْو في أحشائِه … ما شاءَ من جَمْرِ الغَضا المُتسعِّرِ

فعَلى اللَّيالي الغُرِّ يأسي أَم على … ما فاتَ من عَيْشٍ أَغَرَّ مُشَهَّرِ

لا بدَّ من شُعُثٍ تُطالِعُ مَوْهِناً … أرضَ الشآمِ بكلِّ أشعثُ أَغْبَرِ

ما كنتُ آمَنُ في المَقامِ منيَّتي … فأخافَها بين القِلاصِ الضُمَّرِ

لَمَّا بدَتْ راياتُ صُبْحٍ مُقْبلٍ … يَخفُقْنَ في أعجازِ ليلٍ مُدبرِ

و تقطَّرَتْ خَيْلُ السَّحابِ بمنزِلٍ … رَكَضَ الصَّبا فيه فلم يتقطَّرِ

مِلْنا فعفَّرْنا الوجوهَديانة ً … في التُّربِ بينَ مُحلَّقٍ ومُقَصِّرِ

متوشِّحينَ بكلِّ أبيَضَ مُرْهَفٍ … نِيطَتْ حَمائلُهُ بأبيضَ أزهَرِ

نَطوي على المَدحِ الصُّدورَو إنما … تُطْوى على أمثالِ يُمْنَة ِ عَبْقَرِ

تَلْقَى الأميرَ إلى السَّماحِ مشوقة ً … شوقَ الرِّياضِ إلى السَّحابِ المُمْطِرِ

مَلِكٌ ثَنا الآمالَ صفوُ نواله … عن كلِّ مطروقِ النَّوالِ مُكَدَّرِ

يأتيك عن فَهْمِ الثَّناءِ نوالُه … عفواًو تلك سَجِيَّة ُ المستبصِرِ

كَرَمٌ تكشَّفَ عن حلَى آدابِهِ … كالبحرِ يكشِفُ غَمْرُه عن جَوهَرِ

فكأنَّ أيدي الشُّكرِإذ عَبَثَتْ به … أيدي الصَّبا عَبَثَتْ بمِسْكٍ أذفَرِ

لمعَتْ بوارِقُهفكُنَّ سَحائباً … في معشرٍو صَواعِقاً في معشَرِ

و غَدَتْ ملوكُ الأرضِ تخطُبُ سِلمَه … من مُنجدٍ نائي المحلِّ ومُغوِرِ

حلاَّهُمُ مِنناًفحلُّوا باسمِهِ … يومَ العَروبَة ِ كلَّ ذُروَة ِ مِنْبَرِ

و رأَوهُ شمساً في غَمامة ِ نائلٍ … تَهميو بدراً في دُجُنَّة ِ عِثْيَرِ

عَمَّ السَّباسِبَ بالكتائبِ والقَنا … ببَنانِهِ في كلِّ قاعٍ مُقفرِ

و أقامَ يقظانَ العزيمة ِ ساهراً … بالثَّغرِ يكلأُ نائماً لم يَسهَرِ

مُوفٍ على قِمَمِ المكارمِمُوقِدٌ … نيرانَها للطارقِ المتحيِّرِ

ما شَمَّرَ الأعداءُ إلا راعَهم … بنُهوضِ أروعَ للِّقاءِ مُشمِّرِ

سَالوا فسالَ عليهمُ مطرُ الرَّدَى … من كلِّ أجردَ سابحٍ مُتمَطِّرِ

و دَنَوافلم تَنُبِ القَنا عن جُنَّة ٍ … منهمو لا نَبَتِ الظُّبا عن مِغفَرِ

حتى انثَنى والخيلُ تسحَبُ فوقَهم … بالرَّكْضِأردية َ العَجاجِ الأكدَرِ

لو أنَّ مُصْطَلَماً بَكَتْهُ رِمَّة ٌ … لبكَتْهمُ في التُّربِ رِمَّة ُ قَيصَرِ

أَعلى لا زالَتْ عُلاكَ سَوافراً … تختالُ بينَ مثقَّفٍ ومُذَكَّرِ

فلقَد جريْتَ أمامَ تَغلِبَ سافِراً … جَرْيَ السِّنانِ أمامَ لَدْنِ الأَسمَرِ

شرَفاً تَبينُ قِبابُه مضروبة ً … في كلِّ مبدى ً للفَخارِ ومَحْضَرِ

و مَكارِماً يسعَى إليهنَّ المُنى … سعيَ الحجيجِ إلى الصَّفا والمَشْعَرِ

موصولة ً بشمائلِ الأدبِ التي … إن فاخَرَتْ جاءَتْ بأفضلِ مَفْخَرِ

إنَّ السَّماحَ مواردٌ مخصوصَة ٌ … بالحمدِ بينَ ورودِها والمَصدَرِ

وَ أَعَلُّها ما كان عذباً سائغاً … حُفَّت مناهلُه بروضٍ أخضَرِ

آليتُ لا أُهدي كرائمَ مَنْطِقي … إلا إلى المَلِكِ الكريمِ العُنْصُرِ

من كلِّ مُشرِقَة ِ النِّظامِ تلأَلأَتْ … فحَكَتْ نِظامَ اللُّؤلُؤِ المتخيَّرِ

عَبِقَتْو قد فَصَّلْتُها بخِلالِهِ … حتى كأنَّ فصولَها من عَنْبَرِ

و دَعَتْ ينابيعَ النَّدى فتفجَّرَتْ … كَرَماً على ينبوعِها المتفجِّرِ

كَثُرَتْ محاسِنُهاو قلَّ كلامُها … فأتتْكَ تُخْبِرُ عن مُقِلٍّ مُكْثِرِ