عَذِيريَ منْ صرفِ هذا الزّمنْ – كشاجم

عَذِيريَ منْ صرفِ هذا الزّمنْ … رماني فأقصَدَني بالمِحَنْ

كثيرُ النّوائبِ جمُّ الخطوبِ … قديمُ التّراتِ شديدُ الإحَنْ

بخيلٌ عليَّ بعهدِ الشّبابِ … يهدّمُ ديوانَه بالحَزَنْ

وينفضُ مورقَ أغصانهِ … فيَذْوي وقد كانَ نَضْرَ الغُصُنْ

ويصرفُ عنِّي وجوهَ الحسانِ … وقد كنَّ يخلعنَ فيَّ الرَّسَنِ

كأَنَّ الزّمانَ فتى ً عاشقٌ … وأَنِّي أُعارِضُهُ في سَكَنْ

فَشَمْلٌ يُشتّتُ من نَظْمِهِ … ودارٌ يباعدها من وَطَنْ

وعينٌ يوكّلُها بالبكاءِ … وأُخرى مفجّعَة ٌ بالوَسَنْ

أعاتِبُ دهريَ والدّهرُ عن … عِتَابِ الأَديبِ أصمّ الأُذُنْ

فطوراً أَهُونُ إذا عَزّني … وطوراً ألينُ لهُ إنْ خَشُنْ

وإن شَامَ سيفاُ من الحادثاتِ … جَعَلْتُ لهُ القبرَ دوني مِجَنّْ

وما خانَني الدّهرُ لكّنني … أرى رأيَهُ فيَّ عَيْنَ الأَفَنْ

سأَشكُو الزمانَ فقدْ مسَّنِي … بِنَصْبٍ إلى الحَسَنِ بنِ الحَسَنْ

كريمٌ إذا ما اعتصَمْنَا بهِ … لجأَنا إلى مُحْصَنَاتِ الجُنَنْ

وإنْ اَمْسَكَ الغيثُ جادَتْ لنا … سحائبُ من رَاحَتَيهِ هُتُنْ

فتى ً عشِقَ المجدَ حتّى غَدَا … بهِ وهو صبٌّ بهِ مُفْتَتَنْ

سليلُ الأَكابرِ سَنّوا العلا … فأكرِمْ بها وبِهَمْ مِنْ سُنَنْ

هُمَ أثبتوا المُلْكَ في اُسَّهِ … وشَادوا دعائِمَهُ والرّكَنْ

وبينَ الأَناملِ في كفّهِ … فصيحٌ يخبّر عمّا يُجنّْ

إذا ما بَكى في قراطِيسِهِ … ضَحِكْنَ من الرّوضِ في كلّ فَنّْ

وينهرُ كالطّلِّ من راحتيهِ … فيفعلُ في الأَرضِ فِعْلَ المُزُنْ

وفاقَ إياساَ بفضلِ الذّكاءِ … وقسَّ بنَ سَاعِدَة ٍ في الّلسَنْ

مقيمٌ وأَفعالُهُ سُيَّرٌ … وثاوٍ وتدبيرُه قد ظَعَنْ

وكم من رهينٍ بهِ مُطْلَقٌ … وكم من طليقٍ بهِ مُرتْهَنْ

ولولا افتتاحُ المَعَالي بهِ … كما افُتتِحَتْ بالسيوفِ المُدُنْ

إليكَ ثَنَيْتُ عِنَانَ الرّجاءِ … بامنِ رَجَاءٍ عَلَى حُسْنِ ظَنّْ

ولي خِدْمَة ٌ يَكشِفُ الإمتحا … نُ عنها فتحمدُ ما تُمْتَحِنْ

ومَوْشيُّ خَطٍّ أَضاءِ بهِ … غرائبُ موشيّ نَسْجِ اليَمَنْ

منثورُ لفظٍ كمعروفِكَ الـ … جَميلِ الذي لم يُكَدَّرْ بِمَنّْ

قنوعٌ على أَنَّ لي همّة ً … تُنَاطُ النجومُ بها في قَرَنْ

وأنسى السّرائرَ حتى ّ تكو … نَ عندي سواءً وما لم يَكُنء

وضعْتَ الصّنيعَة في حَقّها … فأحرَزْتَ عندي زَكيّ المِنَنْ

وأنتَ إذا شئتَ أنْ تُصْطَفِي … نصيحاً وأَنْ تجتَبِي مُؤْتَمَنْ