عَامُكَ الثَّالِثُ وافى يَا أَميرِي – خليل مطران

عَامُكَ الثَّالِثُ وافى يَا أَميرِي … لَمْ تَمُتْ بَلْ أَنتَ حَي في ضَمِيرِي

لَسْتُ أَنسَى كيْفَ أَنْسَى أَبَدَ … الدَّهْرِ خِدْنِي وَحَبِيبِي وَنَصِيرِي

كَيْفَ أَنسَى عَطْفَهُ أَوْ ظَرْفَهُ … أَو بَشاشَاتِ مُحَيَّاهُ المُنِيرِ

كَيْفَ أَنْسى ذلِكَ الإِقْدَامَ إِنْ … أَحجَمَ الشُّجْعَانُ فِي الأَمْرِ الخَطِيرِ

كَيْف أَنْسى صَوْلَةَ الحَزْمِ إِذا … قُرِنَتْ بِالعَزْمِ فِي الْقَلْبِ الكبِيرِ

كَيْف أَنْسَى جوْدَ ذَاكَ الْمُجْتَدَى … والتِّراكَ الحُلوَ مِنْ ذَاكَ القَدِيرِ

لَمْ يَكنْ فِي الشَّرْقِ قَيْلٌ مِثْلُهُ … حَوَّلَ البَأْسَ إِلى رِفْقٍ وَخِيرِ

قَامَةٌ كالرُّمْحِ وَجْهٌ كَالضُّحَى … هَيْبةٌ كاللَّيْثِ لُطْفٌ كَالعبِيرِ

كَانَ ما يَبْنِي لِمُسْتَقبَلِهِ … خَيْرُ مَا يَبْنِي حَصِيفٌ لِلمَصِيرِ

آهِ لوْ أُمْهِلَ عَاماً بَعْدَ مَا … هَيَّأَ الأَسْبَابَ فِي الْعامِ الأَخِيرِ

لَرَأَتْ أُمَّتُهُ مِن بِرِّهِ … عِظَماً فِي الْبَذْلِ مَفْقُودَ النَّظِيرِ

بُغْيَةٌ لِلْخَيْرِ حَالَتْ دُونَهَا … قَسْوَةُ المَوْتِ عَلى الشَّعْبِ الْفَقِيرِ

إِنْ يَكُنْ أَخطأَها قَسْراً لَقَدْ … جَلَّ مَا قَدَّمَ فِي الْعُمْرِ الْقَصِيرِ

مَنْ عَذِيرِي إِنَّنِي أَبْكِي وَمَا … كُلُّ مَفْقُودٍ كَهَذا مَنْ عَذِيرِي

إِنمَا الشَّكْوَى وَقَدْ عَزَّ الأَسَا … آخِرُ السَّلْوَى لذِي الْقَلْبِ الْكسِيرِ