عيد ووعد صادق لك بالمنى – ابن دارج القسطلي

عيد ووعد صادق لك بالمنى … ولمن شنئت وعيد صدق بالفنا

ومبشر الأيام أن تبقى لها … ومبشر الإسلام أن تبقى لنا

ولمن مناه أن تعيش مؤيدا … ومؤيدا ومؤمنا ومؤمنا

ومعظما ومكرما ومحكما … ومسلما ومغنما وممكنا

ولعز ملك أنت أكرم من نمى … ولضن دهر أنت أنفس ما افتنى

مما نمى قحطان أكرم نبعة … مهتزة الأغصان دانية الجنى

غناء تشدو من خلائقها بها … طير تغنى للخلائق بالغنى

ولربما كانت فروع غصونها … قضبا من الهندي أولدن القنا

أهوى إلى الأعداء من علق الهوى … وأدب في مهج الضلال من الضنى

لفتى له في كسف كل عجاجة … قبب على عمد الخوافق تبتنى

واختال في لبس الوغى حتى غدا … منه السناء يميس في حلل السنا

أعدى إلى الأعداء من سهم رمى … عن ملكه وأحن من قوس حنى

حذر على الإسلام أيسر ما اتقى … هدر له في الشرك أعظم ما جنى

بمناقب نطمت جواهر للورى … ما أجمل الدنيا بهن وأزينا

ومقادم في يوم كل كريهة … ما أقرب الدنيا لهن وأمكنا

حفظ الحياة فكان أولى باسمها … وسما إلى الظفر المعلى فاكتنى

واجتاب أثواب النهى حتى غدت … شيم المكارم كلهن له كنى

وسعى إلى نيل المنى فكأنما … كانت مساعيه أماني للمنى

ودنت له الآمال حتى خيلت … أن النجوم له ثمار تجتنى ب

وتوالت الاعياد من نعمائه … ما ينقضي عيد لنا إلا انثنى

فكأن هذا العيد عاد مشككا … أنا عن الأعياد غيرك في غنى

أو غار من أعيادنا بك فالتوى … بمداه حتى كاد يلحقه الونى

فليهن عيدك يا مظفر شيمة … من عطفك التأمت به حتى دنا

وليهننا هذا وتلك وبعدها … ورضاك في الأيام أهنأ ما هنا

واسعد بعيد طالما أعديته … عودا بإحسان فعاد فأحسنا

أهدى إليك سلام مكة فالصفا … فمعالم الحرم الأقاصي فالدنا

فمواقف الحجاج من عرفاتها … فالمنحر المشهود من شعبي منى

ومناسك شاقت مساعيك التي … أحذيتها منها المثال الأبينا

فغدا نداك يهل في شرف العلا … لهجا يلبي ليتنا ولعلنا

وخلفت سعي المروتين معاقبا … بين الندى والبأس سعيا ما ونى

ورميت بالجمرات من بدر اللهى … ونحرت بدن العرف كوما بدنا

وغدوت تهدي للمصلى جحفلا … لسيوفه خضع الصليب وأذعنا

تهوي عليها للبنود سحائب … بخفوقها سكن الشقاق وأسكنا

جنحا إلى أرض العداة تغيظا … وجوانحا للمسلمين تحننا

فأريت هذا العيد عزة مالك … متذللا لإلهه متدينا

ورآك في هدي الصلاة مكبرا … ومهللا وبحمد ربك معلنا

فرآك وسط الخيل أحسن ما رأى … حسنا ووسط الخير منه أحسنا

ورأى جبينك الرياسة فتنة … ورأى يمينك بالمحامد أفتنا

ثم انصرفت عن الصلاة مشيعا … ومقدرا فيك الهدى ومكونا

والأرض تشرق دارعا ومغفرا … والسبل تشرق داعيا ومؤمنا

فثنيت أجياد الجياد معرجا … وثنيت سمعك نحو ألسنة الثنا

في مشهد أندى ندي بالندى … وأحق بالمنن الجزيلة للمنى

والعيد يقسم ما رأى أهدى الهدى … والملك جامع شمله إلا هنا

أفلئن رأى في الدهر جوهر سؤدد … من بعدها فقد استبان المعدنا

وليعمرن بذكر مجدك أعصرا … ويبشرن بطول عمرك أزمنا

يا مدني الأمل البعيد وإن نأى … ومبعد الخطب الجليل وإن دنا

ومسلي الغرباء عن أوطانهم … حتى تبوأ كل قلب موطنا

ومن احتذى من كل بان للعلا … مثلا ولم يغفل عمارة ما بنى

حسبي رسول الله فيكم أسوة … إذ عاد من مضريكم فتيمنا

قلقت به أوطانه من ظاعن … لم يلف في عدنان عنكم مظعنا

فاختاركم رب السماء لحرزه … ولعزه ولحزبه أن يفتنا

ولرحله ولأهله أحبب به … سكنا لكم وبكم إليه مسكنا

فوقيتم ورعيتم وسعيتم … وحميتم الإسلام حتى استيقنا

وبذلتم عنه نفوسا حرة … لإبائها دان الضلال ودينا

وسللتم منها سيوفا برة … بمضائها بان اليقين وبينا

فبها ضربتم كل مرهوب عتا … وبها فككتم كل مرهون عنا

وبها شفيتم قرح دهر عضنا … وبها جلوتم خطب ضر مسنا

وبها بلغتك يا مظفر مسهلا … في كل لامعة السراب ومحزنا

وبها وصلت ظلام ليل هاديا … بسناك لي وصباح هم مدجنا

ظلم كأن نجومها وبدورها … بعثت علينا للحوادث أعينا

وطوارق كانت أضاليل الفلا … والبحر في الظلماء منها أهونا

حتى بلغت بك المنى إلا الحصى … إذ لم تقيض لي بشكرك ألسنا

ولسبعة مع مثلهم أنا كلهم … في النائبات وليس كلهم أنا

فاسلم لهم وليهنهم منك الرضا … وليهنك الأمل البعيد ويهننا

ولتفد نفسك يا مظفر أنفس … منا متى تغلق برهن تفدنا

بندى إذا غص الغمام يعمنا … ويد إذا شعث الزمان نأمنا

فالله يعصمها ويعصمنا بها … ويقي البلاد بها ويفديها بنا