عهد لمصر من الحياة جديد – أحمد محرم

عهد لمصر من الحياة جديد … أرأيت شعب النيل كيف يسود

جمعت قلوب الأمتين على الرضى … ذممٌ لمصر مصونة ٌ وعهود

عقدت يد الله القوي حيالها … والرسل والملأ العلي شهود

طرفٌ على كف المسيح يمده … طرفٌ بكف محمدٍ مشدود

هل تنزع الطرفين من كفيهما … كفٌ تروم حمامها وتريد

آل المقوقس وهو عهدٌ خالدٌ … يرث الدنى والناس حين تبيد

ويشيع الأهرام يوم يصيبها … أجل الدهور وأهلها فتميد

أنتم لمجد النيل ركنٌ قائمٌ … عالي الجوانب للخلود مشيد

حمت الشموس جلاله وأعزه … من آل رمسيس الملوك الصيد

تعليه تيجانٌ لهم وأرائكٌ … وتزيد فيه مواكبٌ وجنود

تمشي العصور الشم بين صفوفها … والأرض ترجف والملوك تحيد

والشعب يسمع خاشعاً في موقفٍ … يعلو لبنتاؤر فيه نشيد

فرعون يصغي في مظاهر عزه … والجند حول لوائه محشود

فيجل شاعره ويكرم قومه … ويعلم الشعراء كيف تجيد

الملك عالٍ والمواكب فخمة ٌ … وسنا الحضارة واسعٌ ممدود

والناس شغلٌ والبلاد رعاية ٌ … والعيش مجدٌ والفنون خلود

والنيل خصبٌ في القرى متدفقٌ … والزرع منه قائمٌ وحصيد

مصر الخزائن في ولا ية يوسفٍ … والعالمون قوافلٌ ووفود

تعطي فتحتفل البلاد وتحتفي … أممٌ عليها بالحياة تجود

أبناء يعقوبٍ حيال عزيزها … يشكون ما جنت الخطوب السود

يستعطفون أخاً رموه بكيدهم … فإذا المكائد أنعمٌ وسعود

وضع الصواع ففي الرحال جناية ٌ … يعيي الشوامخ حملها ويؤود

لا يحمد الملك الكبير أمينه … حتى يرد صواعه المفقود

تركوا أخاهم فاستبد بشيخهم … همان همٌ صارفٌ وتليد

يجد الحياة ندية ً أنفاسها … من ريح يوسف والفؤاد كميد

وأتى القميص فعاد من بعد العمى … بصرٌ له حي الضياء حديد

جاءوا الكنانة ينظرون فراعهم … ملكٌ ليوسف ما يرام عتيد

ملأ النواظر والقلوب جلاله … فإذا الجميع على الجباه سجود

رؤيا العزيز تأولت ومن الرؤى … لذوي البصائر واقعٌ مشهود

إن الحوادث للرجال تجاربٌ … ومن المصائب ضائرٌ ومفيد

يشكو الفتى نكد الحياة وربما … خبأ الميامن عيشه المنكود

يا أمة الانجيل آمنا به … ما بالنبي ولا يسوع جحود

الدين في أمرٍ ونهيٍ واحدٌ … والله جل جلاله المعبود

دنيا الممالك لا تحد ودينها … وقفٌ على ديانها محدود

درج الزمان على المودة بيننا … وأراه ينقص والإخاء يزيد

ذخر البنين نصون من موروثه … ما صان آباءٌ لنا وجدود

براً بمصر ومصر أعظم حرمة ً … من أن يضيع رجاؤها المنشود

إلا يكن مجدٌ أشم وسؤددٌ … فحياة شعبٍ صالحٍ ووجود

أنرى الممالك كل يومٍ حولنا … تسعى ونحن على الرجاء قعود

الأمر مشتركٌ ومصر لنا معاً … في العالمين منازلٌ ولحود

والنيل إن حمل القذى وإذا صفا … فهو الحياة ووردها المورود

أنخون أنفسنا ونفسد أمرنا … أن قال واشٍ أو أراد حسود

زعم العدى أنا نعق بلادنا … زعمٌ لعمر الأمتين بعيد

من كان يحكم أن نعيش أذلة ً … بين الشعوب فحكمه مردود

لا نعرف اليأس المميت ولا نرى … أن الحياة سبيلها مسدود

أيهان للأهرام مجدٌ باذخٌ … ويضام تأريخٌ لمصر مجيد

إن تبك مصر على مؤثل مجدها … فلسوف يرجع عالياً ويعود