عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا – حيدر بن سليمان الحلي

عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا … كساهنَّ وشيُ الروضِ بُرداً مولّعا

وجاد عليها كلُّ محتفل الحيا … فأبقى عميمَ النبتِ فيها وودّعا

تعاقب ربعّياً عليها وصائِفاً … فكان مصيفاً للخليط ومربعا

إذا انحلّ في حافاته خيطُ برقه … تناثَر دُرّ القطر من حيث جُمّعا

إذا ما النسيم الغضُّ حيّا عِراصَها … نشقتُ عبيراً عطَّر الجوَّ أجمعا

وما هي في غضّ النسيم تضوّعت … ولكن بريّاها النسيمُ تضوَّعا

برغمي ربوعَ الحيّ أصبحن بلقعاً … عشيّة َ زال الحيُّ عنها وأزمعا

وقفتُ بها مُستسقياً فسقيتها … إلى أن شربتُ الماءَ فيهن أدمعا

رعيتُ بها ريحانة َ اللهو غضّة … أروح وأغدو بالدُّمى البيضِ مُولعا

وفيها صحبت الدهرَ والعيش ناعمٌ … ليالي فيها شمل أُنسي تجمّعا

كأَنَّ الدُجى ملك من الزنج لابسٌ … من الأُفق تاجاً بالكواكبُ رصعا

من الزهرة ِ الغرّاء قد بات يجتلي … عروساً جلاها الحسن أن تتبرقعا