عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ – محيي الدين بن عربي

عنِ العدلِ لا تعدلْ فأنتَ المعدلُ … وإنَّ قيامَ الفضلِ بالحرِّ أجملُ

فلو عاملَ الله العبادَ بعدله … لأهلكهم والله من ذاك أفضل

يجودُ ويثري بالجميلِ عليهمُ … وليسَ لهُ عماً اقتضى الجودُ معدلُ

تباركَ جلَّ اللَّهُ في ملكوته … كمالاً وإنَّ اللهَ في الملكِ أكملُ

فإنَّ الذي في الملكِ صورة ُ عينهِ … وفي ملكوتِ اللهِ جزؤ مفصلُ

وليسَ لهذا اللفظِ عندَ اصطلاحنا … مبالغة فانظر على ما أعوِّل

إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم … وحينئذٍ يجملْ بهِ ويفصلُ

إذا كنتَ في قومٍ تكلمْ بلحنهم … لتفهمهمْ لا تلجئِ الشخصَ يسالُ

لو أنَّ الذي بالعجز يُعرف قدرُه … لكنت كريم الوقتِ يسدي ويفضل

وكانتَ لكَ العليا وكنتَ لكَ المدى … وأنتَ بها العالي وما ثمَّ أسفلُ

ومن أين جاءتْ ليت شعري ففرِّعوا … كلامي الذي قدْ قلتُ فيهِ وفصلوا

علمتُ الذي أودعتُه في مقالتي … وجملة ُ أمري أنني لستُ أجهلُ

لأني بهِ قلتُ الذي جئتكم بهِ … ومن كان قول الحق قل كيف يجهل

أنا كلماتُ الله فالقولُ قولنا … لأني مجموعٌ وغيري مفصلُ

كعيسى الذي يحيي وينشءُ طائراً … فيحيى بإذنِ الله والحقُّ فيصل

فمنْ كانَ مثلي فليقلْ مثلَ قولنا … وإلا فإنَّ الصمتَ بالعبدِ أجملُ