عندما يغفو القدر – فاروق جويدة
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا .. … أيامَ صُغناها عبيراً للزهر
والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِها … سكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر
الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابه … واللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر
العمر ما أحلاه عند صفائهِ … يوم بقربك كان عندي بالعمر
إني دعوت الله دعوة عاشق … ألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر ..
قالوا بأن الله يغفر في الهوى … كل الذنوب ولا يسامح من غدر
…
ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنا … من خان منا من تنكر .. من هجر
فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفا … سيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر
يوماً تحملت البعادَ مع الجفا … ماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟
…
ورجعتُ أذكر في الربيع عهودنا … سألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟
ونظرتُ لليل الجحود وراعني … الليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر
والأغنياتُ الحائراتُ توقفت .. … فوق النسيم وأغمضت عين الوتر
وكأن عهدَ الحب كان سحابةً … عاشت سنين العُمر تحلم بالمطر
من خان منا صدقيني إنني … ما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة … كيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟