عمى صباحا بعدنا واسلمي – مهيار الديلمي

عمى صباحا بعدنا واسلمي … يا دار صفراءَ على الأنعمِ

واحتلبي المزنَ أفاويقها … بينِ سماكيها إلى المرزمِ

مرضعة ً تفطمُ أولادها … من الثرى الجمّ ولم تُفطمِ

حتى ترى واسم روض الحمى … عليكِ خصبا أثرَ الميسمِ

وتخطري من خلل الزَّهر في ال … مفوَّف الموشيِّ والمعلمِ

وملِّيتْ أرضكِ ما تحمل ال … ريحُ إليها من هدايا السُّمي

دعاء من أقنعه البين بع … د العينِ بالآثارِ والمعلمِ

بكى النوى أمسِ فلم يدَّخرْ … دمعا يفيض اليومَ في الأرسمِ

خان بكاءُ العين أجفانه … فناح والنوحُ بكاءُ الفمِ

تكلَّمي إن كنتِ قوّالة ً … هيهات أو فاستمعي وافهمي

ومن بليات الهوى أنني … أستفصح الأخبارَ من معجمِ

أهلُكِ لا أهلكِ إلا الشجا … في الصدر لم يُلفظ ولمْ يُكظمِ

بأيّ عيشٍ حادثٍ بدّلوا … من عيشنا في ظلِّك الأقدمِ

وأيّ أرضٍ حملتْ أرضهم … فلم تمدْ خسفا ولم تظلمِ

كم خفروا ذمة َ مستسلمٍ … واحتقروا قتلَ امرئٍ مسلمِ

وأجرمتْ عينٌ فساقوا الضنا … إلى فؤادٍ ليس بالمجرمِ

وليلة ٍ بتُّ سهادي بها … لديكِ أحلى من كرى النوّمِ

معتصما من حرّ وجدي ببر … د الحليِ في جيدٍ وفي معصمِ

ندمان غضبان يريني الرضا … ومانع في صورة المنعمِ

تلين تحت الدلِّ أعطافه … وهو إذا استعطف لم يرحمِ

أمزج كأسي معه بالبكا … منه ولا أشربُ إلا دمي

فكيف يشفيني جنى ريقه … ووعده الإبدالَ بي مسقمي

الله لي من زمنٍ مائلٍ … عليّ جورا كيفَ قلتُ احكمِ

وصاحبٍ لو نقل الأرضَ ما … رأى عقالا ليَ في المغنمِ

يقسم بالوافي وبالبخس في ال … ناس وعندي خيبة ُ المقسمِ

ولو رعى الحقَّ وإنصافه … ما فاز بالقدح سوى أسهمي

للدهر عندي ولأبنائه … بعد اجتماعي وثبة ُ الأرقمِ

ووقفة ٌ لا يبلغ الجرح ما … يبلغ مفضى قولها المؤلمِ

تغادر الغدرَ قتيلا على … غربِ حسام الكلمِ المخذمِ

وتصبح الأعراضُ من بعدها … مفضوحة في موسمٍ موسمِ

لكنّ بيتا من بيوت العلا … بعدُ مشيدُ المجدِ لم يهدمِ

تضمُّني حوطة ُ أبنائه … ضمَّ وفاض النَّبل للأسهمِ

كأنّ أيديهم على خلَّتي … عصائبُ الجبرِ على الأعظمِ

بيتٌ بنى أيوبُ أركانه ال … عليا بناءَ الموثقِ المحكمِ

وتمَّ من أبنائه بعده … بالمسندِ الضابطِ والمدعمِ

رحِّلْ إليهم كلَّ خرَّاجة ٍ … من مخرمٍ غفلٍ إلى مخرمِ

تدوس باليمنى شمالا كما … قارن زندُ القادحِ الأجذمِ

لا يخلقُ الليل لألحاظها … وحشة َ عين العاكر المعتمِ

إذا احتذت أرجلها بالحصا … خدَّمها الإسآدُ بالعندمِ

إلى عميد الرؤساء انبرتْ … تلاحكُ الغاربَ بالمنسمِ

إلى فتى ً يسفرِ عن بشره ال … أبيض وجهُ الزمنِ الأقتمِ

أبلج يستعدى بإقباله … على هجوم القدرِ الأشأمِ

وتفتح الصفقة ُ في كفِّه … رتاجَ باب الأمل المبهمِ

يفقره الجودُ وفيه الغنى … والجودُ قدما ثروة ُ المعدمِ

وينزل العسرُ بمستصغرٍ … لديه والشكرُ بمستعظمِ

يمدُّ كفّاً في الندى سبطة … بعضّة النادم لم تُكلمِ

لو قرنتْ بالبحر لم تحتشمْ … أو مسحتْ بالنجم لم يُظلمِ

للرّشفِ واللثم مكانٌ بها … ينبو عن الدينار والدرهمِ

أرضى الإمامين وفاءٌ له … وذمّة ٌ بالغدر لم تذممِ

وذبَّ عن ملكهما صارمٌ … من رأيه بالعجز لم يُثلمِ

آزرهُ أو عزَّ مستبصرا … في الحق لم يرتب ولم يوهمِ

تعصمه العفّة والعزُّ أن … تأخذه لائمة ُ اللوَّمِ

لا حرَّم الحلَّ ولا استعذبت … شهوته يوما جنى محرمِ

ولا اقتفى إثر رجالٍ مضوا … عيابهم ملأى من المأثمِ

لم يصدفوا عن خلفاء الهدى … ولم يكافوا نعمة َ المنعمِ

حتى إذا نيطت به لوطفت … جروحها بالعاصب الملحمِ

قالوا له لما رأوه لها … خذ دستها العالي فقل واحكمِ

فأنتَ في الميراثِ في قعددٍ … منها بحقٍّ عنه لم تزحمِ

حملتها ثقلا وأكرمتَ في الص … بر فلم تعي ولم تسأمِ

مقامُ عزٍّ لك من رامه … تحرُّشا فرَّ من الضيغمِ

وساوسٌ حدَّثَ جنِّيُّها … قوما ولم يرق ولم يعزمِ

وربّ صعبٍ جاهلٍ حلمهُ … لم يعرف الصدر ولم يحلمِ

وطامعٍ شمَّ رياحَ المنى … في جوّها بالأجدع الأرغمِ

يجاذب الأقدارَ من دونها … بمسحلِ التدبيرِ لم يبرمِ

وعمر أيامك فيها وإن … أدواه عمرُ الجذعِ الأزلمِ

وأرقبُ الناس لما لا يرى … في الليل باغي عثرة ِ الأنجمِ

يا حافظَ المجد بحفظي ويا … معظمه في أنّه معظمي

ومعلقاً كفِّيَ ملمومة ً … في العهد لم تنكثْ ولم تفصمِ

غرستَ من ودِّك حلو الجنى … وربَّ غرسٍ ليس بالمطعمِ

وخاس قومٌ بجديد الهوى … وأنت راعٍ للهوى الأقدمِ

وإنما بقَّاك لي دونهم … تمسُّكي بالأكرمِ الأكرمِ

فاسمعْ أكايلك جزاءً بها … غنيمة ً جاءتك من مغرمِ

سيّارة ً في الأرض لم تغترضْ … عنساً إلى سير ولم تحزمِ

نافقة ً في موسمٍ مكسدٍ … ناطقة ً من زمنٍ مفحمِ

تنسى الليالي وهي مذكورة ٌ … ويهرمُ الدهر ولم تهرمِ

عزَّة ُ ذاتِ البعلِ فيها وإن … أعطتك ليناً ذلَّة الأيِّمِ

نسيبة إمّا إلى هاشم ال … قريضِ أو مخزومة ِ تنتمي

ما ضرَّها والعربْ أبياتها … آباؤها منّى الأب الأعجمي

فاشرح لها صدرا ومهرجْ مع ال … أنعمِ من عيشك فالأنعمِ

ملتقطا سمعك من جوهرِ ال … كلام ما أنثره من فمي