عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ – محيي الدين بن عربي
عليكَ بحفظِ النفسِ فالأمرُ بينٌ … فإنَّ وجودَ القشرِ للبِّ صائنُ
يصونُ بحكم الحالِ لا علمَ عنده … فما يدري ما تحوي عليهِ المصاونُ
وإنَّ وجودي صائنٌ من علمته … وبيني وبينَ الحقِّ فيهِ تباينُ
فيحفظني وقتاً ووقتاً أصونه … ويدري الذي قدْ قلتهُ منء يعاينُ
فما ثمَّ إلا الكشفُ ما ثمَّ غيرهُ … وما بعدَ علمِ العينِ علمٌ يوازنُ
إذا كان مخدومي الذي قد تركته … بسطامَ خلفي قلْ لمنْ أنا سادنُ
إذا كان مطلوبي ومن هو غايتي … وبدئي فما في العالمينَ تغابنُ
أرى فتية عمياءَ جاءت لنصرتي … تقول لنا بالحال أنت المفاتن
فحصَّلتُ منها كلَّ خيرٍ وإنني … أسايفُ أوقاتاً ووقتاً أطاعنُ
وما أنت فيها ذو نواءٍ نويته … ولا أنا عنها بالجماعة ظاعنُ
فمنْ شاءَ فليرحلْ ومنْ شاءَ فليقمْ … فما الأمرُ إلا كائنٌ وهوَ بائنُ