عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ – حيدر بن سليمان الحلي
عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ … لك عيدٌ وللحواسد نحر
في سرورٍ جميعه لك لكِن … هو شطرٌ لنا وللدين شطر
إنّما العيد أن نراك مُطاعاً … لك نهيٌ على الزمان وأمر
ونرى الوجهَ منك يلمعُ بِشراُ … منك للدهر ملأ عينيه بدر
يرجع الطرفُ أن أراك عدوّاً … وكأَن مرّ بين جفنيه جمر
فلشمل السرور عندك نظمٌ … وعلى حاسديك للسوء نثر
أنت يا كعبة َ الهدى مشعرُ الحق … على رغم أنف مَن لا يقرّ
لك فسكرٌ يطالع الغيب حتى ّ … ليس من دونه عن الغيت ستر
وإليك الرياسة انتهت اليومَ … وفيها للدين عزّ ونصر
قمت فيها على التقى فتمنّى … كلُّ عصرٍ بأنّه لك عصر
مَن تُرى في ولائنا منك أولى ؟ … ولك الودّ للرياسة أجر
أنت بحرٌ لكنّ جدواك مدّ … كلّ آن والبحر مدّ وجزر
أنت غيثٌ لكنّ جودك من أُولا … ه سكب وأوّل الغيث قطر
ذو بنانٍ بموضع الجود تسمى … وهي من مَرضع الغمامِ أدرّ
أتملاتٌ ما أتعبتها العطايا … ومتى أتعب الغمائمَ قطر
فاخرت أرَضها السماءُ فقلنا … لكِ لولا بيتٌ على الأرض فخر
فيه شمسُ الهدى وأربعة ٌ منه … بدور وفيكِ شمس وبدر
هم به للسماح خمسة أنهار … وذا فيك للمجرّة نهر
حرم باب عزّه مُستجارٌ … وهو دون اللاجي على الدهر حجر
لم يقع في حماه حِجرٌ على صيدٍ … ولا طار نحو علياه نَسر
ومُعارٍ بغلطة الحظّ عزّاً … قد ثنى العِطفَ منه زهوٌ وكبر
ظنّ أن الفخار قصرٌ منيف … وثياب عليه حمر وصفر
فتعاطى عُلاك وهو ابن خفضٍ … يزن الطود ضلّة وهو ذر
ثم أعيى وحطّه النقص عجزاً … أن يساوي بقدره لك قدر
قلت أقصر وحشو ثوبك خزيٌ … عن عُلا ملؤ برده منه فخر
جلّ قدراً فقبله ما رأينا … بَشَراً وِلدُهُ ملائكُ غرّ
هو بدر النهى وهم في علاه … أنجمٌ في مطالع الفضل زُهر
كلّ كاسٍ من الجميل ففخراً … نسج بردي علاه حمد وشكر
ماجد النفس في الخليقة حلوٌ … إن تذقه وفي الحفيظة مرّ
حفظوا حوزة العُلى في زمان … بين أنيابه دم المجد هدر
فهم أخوة المكارم فيهم … لا رأت عينها سوى ما يسر