عرش القياصر والقضاء إذا جرى – أحمد محرم
عرش القياصر والقضاء إذا جرى … هوت العروش وطارت التيجان
أخذتك في عالي جلالك هزة ٌ … صعقت حيال جلالها الأزمان
خفقت حواليك الشموس وأيقنت … أن البروج تخونها الأركان
صدع القياصر أجمعين وهدهم … ما هد منك الدهر والحدثان
ألوى بميخائيل فيك وبطرسٍ … ما ذاق بولس واشتكى إيفان
رفعوا بناءك صاعدين فما انتهوا … حتى تصدع وانتهى البنيان
ما زلت تقتنص الممالك رامياً … حتى رماك الواحد الديان
عرش تألبت الرواجف حوله … فهوى بشامخ عزة الرجفان
رامته فاستعلى فجاش مغيظها … فدنا وغال إباءه الإذعان
ضجت شعوب الأرض عند هوية … وارتجت الأقطار والبلدان
أنظر إلى مجد العروش وعزها … في آل رومانوف كيف يهان
وإلى القياصر كيف يسلب ملكهم … ريب الزمان وصرفه الخوان
إن الذي هز الممالك بأسه … أمست تهز فؤاده الأشجان
ثارت عليه شعوبه وهمومه … فتألب الطوفان والبركان
عبدوه فوق سريره من هيبة ٍ … حتى هوى فإذا به إنسان
ترضى الشعوب إلى مدى ً فإذا أبت … رضي الأبي وطاوع الغضبان
والحكم إن وزن الأمور بواحدٍ … غبن الشعوب وخانه الميزان
في عصمة الشورى وتحت ظلالها … تحمى الممالك كلها وتصان
تدني الشعوب إذا تباعد أمرها … فالكل تحت لوائها إخوان
والرأي أسطع ما يكون إذا انجلت … شبهاته وأضاءه البرهان
المجد أجمع والجلال لأمة ٍ … صدقت عزيمتها وعز الشان
جمع الإباء بها وأذعن غيرها … فالعيش ذلٌ والحياة هوان
الله يحكم في الممالك وحده … ولكل شيءٍ مدة ٌ وأوان