عرب الثأر فاهتفي يا ضحايا – بدر شاكر السياب

بسمت النور في ثغور الجراح … أنت قبل الصباح نجم الصباح

كلما لحت في خيال الطواغيت … وألهت مرقد السفاح

ذاب قيد على اللظى وتراخت … قبضات على حطام السلاح

واختفت كالاظلام تنحل في النار … وجوه تحف بالأقداح

كلما لحت هلل الشعب أسوان … يبث ابتهاجه في النواح

وتحدى الطغاة بالساعد المفنول … من عامل ومن فلاح

كان في غفوة فلما ملأت … النوم في مقلتيه بالأشباح

هب غضبان يهمز الثأر بالثأر … ويمشي على لهيب الكفاح

يا عيون الجراح لولاك ما امتدت … عيون الى الستار المزاح

تبصر الظلم عاريا ةالطواغيت … كأوراق دوحة في الرياح

جرد البغي خنجرا في دجى الليل … وأهوى على الحمى المستباح

فاهتدت أمة على لمعة النصل … وقد عب من دماء الأضاحي

واستضاءت بسمة من شهيد … ومشت فوق معبر من جراح

عربد الثأر فانهضي يا ضحايا … واطرحي عنك باردات الصفاح

كلما ألهب الدجى حزن بغداد … فغصت بدمعها النضاح

وانظري هل ترين الا ثكالي … وأيامي يضربن راحا براح

وانظري ما يزال جلاك السكران … فوق الثرى طليق الجناح

واسألي قبر جعفر النارد المحزون … ما ذنب هذه الأرواح

جعفرالحق يا نشيد البطولات … تغنيه تحت ظل الصفاح

مد من قبرك المدمى بيمناك … فما زلت حامل المصباح

أنت مزقت ظلمة الليل بالنور … فلا تهن مقلة السفاح