عذيرك من حلمك المهتضمْ – مهيار الديلمي
عذيرك من حلمك المهتضمْ … وقد رفعَ الحيُّ من ذي جشمْ
أناخوا المطيَّ وماءُ العيو … ن دمعٌ وصاحوا بها وهو دمْ
نصلن مروقا مروقَ السها … م أغراضهن النوى والصُّرمْ
حواملَ مثلِ كنوز النّعا … مِ تمشي بهنّ كنوزُ النَّعمْ
نواضعَ كنَّ شموسَ النها … رِ تطلعُ منها بدورُ العتمْ
فمختمرٌ ما عدا ليلتين … ومسفر عشرٍ خطاها فتمْ
عقائل ماخفنَ عيبا يلاقُ … بهنّ ولا ذقنَ عيشا يُذمْ
حملن جسوما وصفن النع … يمَ تحت وجوهٍ شكرن النِّعمْ
وفي الركب من يك منها الجنونُ … وأخرى هي البرءُ وهي السقمْ
إلى أين يا سائق البكرتين … عن الطَّلح من أجأٍ والسَّلمْ
أأغنى ثرى ً منه شقَّتْ عصاك … وأسبغَ نبتا وأندى ديمْ
أسرُّك غيرك من يستراد … جميمَ المراتع للمهتضمْ
وقد حلفتْ واليمينُ البلا … ءُ ظبية ُ لا برَّ منها القسمْ
لئن نسبَ الشعر بين الحمو … لِ باسمي ليحتبلنَّ المسمْ
ألا هلوظلُّ المنى باردٌ … وقد يرزق المرءُ مما حرم
تعودُ ليالٍ بذات النقا … قدمنَ ولم ينسنيها القدمْ
وعيشٌ بها نامَ عنه الزمانُ … وهبَّ وعادَ يرى في الحلمْ
لعلّك يا دهر أن تستقي … ل فرطَ لجاجك أو تحتشمْ
فيُجمعَ هذا الفؤاد الشَّعاع … ويبردَ هذا الجوى المضطرمْ
وإلا بقرب عميد الكفا … ة َ عذرُك في كلّ ذنبٍ عظمْ
متى تدنُ دارٌ به لا ألم … ك في حادثٍ بعدها أو ملمْ
رعى الله لي في سرار النوى … هلالا بأكنافِ غميَّ أغتمْ
نفضتُ طريقَ النوى بعده … فلم أحظَ إلا بخبط الظُّلمْ
وداويت جهدي داءَ الحنين … فما يستطبُّ ولا ينحسمْ
وكيف استراحة جسمِ المقيم … بدارٍ بها قلبه لم يقمْ
وما الأرضُ نصرى غيرُ العزي … ز فيها ورزقي غيرُ الأمم
وما خلتُ أنَّ بيوتَ النبي … طِ يحذرُ فيها ليوثُ الأجمْ
ولا أن تكون قرى ً بالدُّجيلِ … مراحَ العلا ومغيضَ الكرمْ
تغيَّر بعدك خلقُ النسيم … وغصَّ السُّقاة َ الزّلالُ الشَّبِمْ
فلا مشهدٌ للمعالي يزار … ولا كعبة ٌ للندى تستلمْ
كأنك سرتَ بفضل الرجال … جميعا وبنتَ بمجدِ الأممْ
لئن نفَّرتك قرافُ الأذى … وأوحش سمعك لذعُ الكلِمْ
ورابك من كالح قلبه … إليك فمٌ ملقٌ مبتسمْ
فما كنتَ إلا الحسامَ الجرا … زَ لو لم يخفْ حدُّه لم يُشمْ
وما دُعدعَ الليثُ في غيلهِ … سوى أن متى صافحوه لطمْ
ودون الذي خفتَ رأيٌ ألدُّ … وقلبٌ أصمُّ وأنف أشمْ
وعرضُ البلادِ وطولُ النجادِ … ونصرُ الحسام وسحرُ القلمْ
وأمرٌ من الله في الذبِّ عن … ك لا يستطاع إذا ما حتمْ
وعقبى يُسرُّ بها من يُسرُّ … ويُرغم من أسفٍ من رغمْ
وكم قد هفا الدهرُ من قبلها … وعاد وأقلعَ عما اجترمْ
وجاءك يحملهُ الاعتذارُ … منيبا ويشفع فيه الندمْ
وضاقت ففرَّجها الصبرُ عنك … وكانت أغمَّ وكانت أطمْ
وعيّفتُ طيري فبشَّرتكم … بما أسلفته الأحاظي لكمْ
ستذكرزجرى فيها غداً … كذكرك بالأمس لي ما قدُمْ
وتعلم أنِّي من لا يقو … لُ في الشعر إلاّ بما قد علمْ
وتطلعُ لي من ثنايا اللقا … ء لوثَ الغزالة رأسَ العلمْ
وخلفك سائقُ طولِ البقاءِ … وبين يديك ثبوتُ القدمْ
وقد فلّلتْ عنك حدّ العدوّ … عرى الصبر أو عالياتُ الهممْ
ألستَ ابن أعلقهم بالحفاظ … وأعبقهم بشروط النِّعمْ
وأنداهمُ صارما أو يدا … تقحَّمَ أو بلَّ تربَ القحمْ
وفى ما وفى بالمعالي أبوك … وزدتَ فقمتَ بما لم يقمْ
بك التأم الشعبُ من بعده … وأبرمَ سلكهمُ وانتظمْ
فلا عدموك حياً في الجدوب … رخاً في الكروب غنى ً في العدمْ
وحيَّتعلى البعد ذاك الجنا … بَ وتلك السجايا العذابَ الفغُمْ
صواعدُ عنّى تهبّ الجنو … بُ منها بأضوعِ ما يشتممْ
مطاربُ في كلِّ سمع جرتْ … عليه أطايبُ في كلِّ فمْ
تدرّ عليك مرابيعها … فواقا فواقا درورَ الحلمْ
وأسمنها رعيُ وادي الوفا … ء فيكم ووِردُ حياضِ الدِّيمْ
فلو أن داركمُ بالصعيد … ودونكمُ ججباتُ الحرمْ
لخاضت إليكم بطونَ البطاح … وداست رءوس الرُّبى والأكمْ
يطالعكم كلُّ عيدٍ أغرَّ … وأعيادُ قوم سواكم بهمْ
إذا ما خلوتم أنستم بها … وإن ضامها الدهر عاذت بكمْ