عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ – محيي الدين بن عربي

عجبتُ من بحرٍ بلا ساحلٍ … وساحلٍ ليسَ له بحرُ

وضحوة ٍ ليسَ لها ظلمة ٌ … وليلة ٍ ليس لها فجرُ

وكرة ٍ ليسَ لها موضعٌ … يعرفها الجاهلُ والحبر

وقبة ٍ خضراءَ منصوبة ٍ … جارية ٍ نقطتُها القهرُ

وعَمَدٍ ليس لها قُبة ٌ … ولا مكانٌ خفيّ السرُّ

خطبتُ سرّاً لم يغيره كن … فقيلَ هلْ هيمكَ الفكرُ

فقلتُ ما لي قدرة ٌ فارفقوا … عليه في الكونِ ولا صبر

فإنَّ بالفكرِ إذا ما استوى … في خلدي يتقدُ الجمرُ

فيصبحُ الكلُّ حريقاً فلا … شفعٌ يرى فيهِ ولا وترُ

فقيلَ لي ما يجتنى زهرهُ … من قال رفقاً إنني حرّ

من خطب الخنساءَ في خِدرهها … متيماً له يغلهِ المهرُ

أعطيتها المهر وأنكحتها … في ليلتي حتى بدا الفجرُ

فلم أجد غيري فمن ذا الذي … أنكحته فلينظر الأمر

فالشمسُ قد أدرج في ضوئها … القمرُ الساطعُ والزهرُ

كالدهرِ مذمومٌ وقدْ قالَ منْ … صلى عليه ربُّك الدهر