عجبتُ منْ ستورٍ – محيي الدين بن عربي

عجبتُ منْ ستورٍ … ترخى وتسدَلُ

فس سَدلها نعيم … يعطيهِ مفضلُ

إن قلتَ يا فلان … رخم وقل فل

قد جاءنا كتابٌ … للحقِّ فيصلُ

لباسُه حروفٌ … فيهنَّ يرفلُ

يقولُ فيهِ قولاً … عليه عوِّلوا

إنَّ الكلامَ سهلٌ … والصمتَ أسهلُ

عليه فليعوِّل … فهو المعوَّل

ففي الكلامِ ما لا … يدرى ويجهل

والصمتُ ليسَ فيهِ … هذا مفصلُ

إنَّ الكلامَ فيهِ … أعلى وأنزَلُ

والصمتُ ليس فيهِ … ذا الحكمُ فاعدلوا

فكلُّه نجاة ٌ … وعنهُ نسألُ

كما يقول أيضاً … ما فيهِ فيصلُ

إنَ الكلامَ منا … وحيٌ منزلُ

فكلُّه عليّ … ما فيهِ أنزِلُ

وكلهُ صحيحٌ … لكن يعلل

فمنه ما يُردُّ … شَرْعاً ويُقبل

يقضي بهِ جنوبٌ … فينا وشمأل

للشرعِ منهُ فينا … تاجٌ مكللُ

قول عليه نُور … ما عنهُ معدلُ

وللعقولِ منه … ظلٌّ مظللُ

ضربُ المثالِ حقٌّ … يدريه أمثل

إنَّ الحكيمَ يسدى … بهِ ويفضلُ

فما جهلت منه … عن ذاك تَسأل

ما في الوجودِ شيءٌ … سُدى فيهمل

بل كلُه اعتبار … إنْ كنتَ تعقلُ

قدرْ نهى ً وفكراً … عليه يعمل

ستارة ُ الغيوبِ … قامتْ لتسألوا

منْ فوقها شخوصٌ … تعلُو وتسفلُ

فما تراهُ منها … يأتي ويُقبل

ويبدو في عيانٍ … وقتاً ويأفل

الفعلُ ليسَ منها … والأمر مُشكل

وإنَّ ما تراه … نطقٌ مُخيَّل

ولا تقل خيال … ما ذاكَ يجملُ

ما لعبة ٌ تراها … إلا تؤوَّل

لحكمة ٍ يراها … مَنْ كانَ منْ علُ

وكلنا خيال … وهوَ المخيلُ

والعالمونَ منا … عليه عوّلوا

فأ>ملوا كلامي … فيه وفصِّلوا

أقوالنا نصوصٌ … فلا تؤولوا

فما أرى سواه … للأمر يشمل

ما في الوجودِ إلا … أمر ينزل

في أرضٍ أو سماءٍ … إذ هنَّ منزلُ

فاعقل كلامَ ربي … إنْ كنتَ تعقلُ

فالقولُ قولُ ربي … فلا تقولوا

وما رملتَ عندي … إذْ أنتَ ترملُ

فإن أتيتَ تسعى … أنا أهرول

الحكمُ حكمُ دورٍ … ما فيهِ أولُ

إلا بحكمِ فرضٍ … فاللهُ أولُ

هذا من ابتداعي … هذا المنزلُ

فالخوضُ فيهِ أولى … بنا وأجملُ