عثر الدهر ويرجو أن يقلا – حيدر بن سليمان الحلي
عثر الدهر ويرجو أن يقلا … تربت كفك من راج محالا
اي عذر لك في عاصفة … نسفتَ من لكَ قد كانوا الجبالا
فتراجع وتنصّلِ ندماً … أو تخادع واطلبِ المكرَ احتيالا
أنزوعاً بعد ما جئت بها … تنزع الاكباد بالوجد اشتعالا
قتلت عُذرك إذ أنزلَتها … بالذرى من هاشم تدعو نِزالا
فرّغِ الكفَّ فلا أدرى لِمن … في جفير الغدر تستبقي النبالا
نِلتَ ما نِلتَ فدع كلَّ الورى … عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا
إنما أطلقت غرباً من ردى … فيه الحقت بيمناك الشمالا
قد تراجعت وعندى شَرَعٌ … شيما تلبسها حالا فحالا
وتجملت ولكن هذه … سَلبت وجهكَ لو تدرى الجمالا
لا أقالتني المقادير إذا … كنت ممن لك بادهر أقالا
أزلالَ العفوِ تبغي وعلى … أهل حوض الله حرمت الزلالا
المطاعين إذا شبت وغى … والمطاعيمُ إذا هبَّت شِمالا
والمحامين على أحسابهم … جهد ما تحمي المغاوير الحجالا
أُسرة ُ الهيجاءِ أتراب الضُبا … حلفاء السمر سحباً واعتقالا
فهم الأطواد حلماً وحجى … والضُبا والأُسد غرباً وصيالا
ولهم كل طموح لا يرى … خد جبار الوغى غلا نعالا
إن دُعوا خفّوا إلى داعي الوغى … وإذا النادي احتبى كانوا ثِقالا
أهزل الأعمار منهم قولهم … كلما جد الوغى : زيدي هزالا
كل وطاء على شوك القنا … إثر مشاء على الجمر اختيالا
وقفوا والموت في قارعة … لو بها أرسى ثهلان لمالا
فأبوا إلا اتصالاً بالضُبا … وَعن الضيم من الروح انفصالا
أرخصوها للعوالي مهجاً … قد شرها منهم الله فغالى
نَسيت نفسيَ جسمي أو فلا … ذكرت إلاّ عن الدنيا ارتحالا
حين تنسى أوجهاً من هاشم … ضمّها التربُ هلالاً فهلالا
افتديهم وبمن ذا أفتدي … أمن لهلاك الورى كانوا الثمالا
عجباً من رجلها ماقطعت … في طريق المجد من نعل قبالا
وترت من كم على جمر الوغى … ألقت الأخمُص رجلاها صِيالا
عترَة ُ الوحى غدت في قتلها … حُرماتُ الله في الطفّ حلالا
قُتلت صبراً على مشرعة ٍ … وجدت فيها الردى أصفى سجالا
يومى لت آل حرب لا شفت … حقدَها إن تركت لله آلا
يا حشا الدين ويا قلبَ الهدى … كابدا ما عشما داء عضالا
تلك أبناء علي غودرت … بدماها القومُ تستشفي ضَلالا
نسيت أبناء قهر وترها … أم على ماذا أحالته اتكالا
فَمن الحاملُ عنّي آية ً … لهم لو هزت الطود لزالا
ايها الراغب في تغليسة … بامون قط لم تشك الكلالا
إقتعدها وأقم من صدرها … حيث وفد البيت يلقون الرحالا
واحتقبها من لساني نفثة … ضرماً حوَّلها الغيظُ مقالا
وإذا أندية ُ الحيِّ بدت … تُشعرُ الهيبة َ حشداً واحتفالا
قِف على البطحاء واهتُف ببني … شيبة الحمدِ وقل قوموا عِجالا
كم رضاع الضيم لا شب لكم … ناشىء ٌ أو تجعلوا الموتَ فِصالا
كم وقوفُ الخيل لا كم نسِيت … علكَها اللجمِ ومجراها رِعالا
كم فرار البيض في الغمد أما … آن أن تهز للضرب انسلالا
كم تمنّون العوالي بالطُلى … أقتل الأدواء مازاد مطالا
فهلمّوا بالمَذاكي شُزبا … والضبا بيضاً وبالسمر طوالا
حلَّ ما لا تبرُك الإبلُ على … مثله يوماً ولو زِيدت عِقالا
طحنت أباءُ حربٍ هامَكم … برحى حربٍ لها كانوا الثفالا
وطأوا آنافكم في كربلا … وطأة طكت على السهل الجبالا
قوِّموها أسلاً خَطيّة … كقدود الغيد ليناً واعتدالا
واخطبوا طعناً بها عن ألسن … طالما أنشأت الموتَ ارتجالا
وانتضوها قُضباً هنديَّة ً … بسوى الهاماتِ لا ترضى الصقالا
ومكانَ الحدِّ منها ركِّبوا … عزمكم ان خفتموا منها الكلالا
واعقدوه عارضاً من عثير … بالدم المهراق منحلّ العَزالى
وابعثوها مثلَ ذؤبان الغضا … لا ترى إلا على الهام مجالا
وإلى الطف بها حرى فلا … برد أو تنسف هاتيك التلالا
بطراد تلدم الطف به … للأُلى منكم قضوا فيه قتالا
وطعان يمطر السمر دماً … فوقها حيث دم لاشراف سالا
كم لكم من صِبية ٍ ما أُبدلت … ثم من حاضنة إلا رمالا
سل بحِجر الحرب ماذا رضعت … فثديُّ الحربِ قد كنَّ نصالا
رضعت من دمِها الموت فيا … لرضاع عاد بالرغم فصالا
ونواع برزت من خدرها … تلزم الأيدي أكباداً وجالا
كم على النعي لها من حنَّة ٍ … كحنين النيبِ فارقن الفصالا
كبنات الدوح تبكي شجوَها … وغوادي الدمع تنهلّ انهلالا