ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ – خليل مطران

ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ … وَجْدِي قَلِيلاً فَزَادَ مَا أَجِدُ

يَا رَاحَةَ الرُّوحِ مَنْ تُفَارِقُهُ … رَاحَتُهُ أَيَّ غُنْيَةٍ يَجِدُ

مَا حِيلَتِي فِي هَوىً يَصَفِّدُنِي … هَلْ مِنْ نَجَاةٍ وَقَلْبِيَ الصَّفَدُ

إِذَا عَصَى بِيَ يَوْمِي أَوَامِرَهُ … فَكَافِلٌ تَوْبَتِي إِلَيْهِ غَدُ

أَيْ سَاقِيَ الرَّاحِ أَجْرِهَا وَأَدِرْ … عَلَى الرِّفَاقِ الأَقْدَاحَ تَتَّقِدُ

وَيَا رِفَاقُ اشْرَبُوا نُخُوبَكمُ … شُرْباً دِرَاكاً لاَ يُحْصِهَا عَدَدُ

فَإِنَّنِي أَنْتَشِي بِنَشْوَتِكُمْ … أَظْمَأَ مَا بَاتَ مِنِّيَ الكَبِدُ

وَعَدْتُ مَنْ فِي يَدَيْهِ رُوْحِيَ لاَ … أَذُوقُهَا والْوَفَاءُ مَا أَعِدُ

وَعُدْتُ أَشْتَاقُ أَنْ أَرَى زُمَراً … تَعُبُّهَا كَالْعِطَاشِ إِنْ وَرَدُوا

قَالُوا جُنُونُ الصَّرْعَى بِشَهْوَتِهِمْ … عَقْلٌ لِمَنْ يَشْتَهِي وَيَبْتَعِدُ

ذَلِكَ عَقْلٌ لَكِنَّهُ سَفَهٌ … إِذَا وَهَى الجِسْمُ وَانْتَهَى الجَلَدُ

يَا صَحْبِيَ العُمْرُ كُلُّهُ أَسَفٌ … عَلَى فَوَاتٍ وَكُلُّهُ نَكَدُ

فَغَرِّقُوا فِي الطِّلاَ شَوَاغِلَكُمْ … لاَ يُنْجِهَا مِنْ ثُبُورِهَا مَدَدُ

يَا حَبَّذَا نَكْبَةُ الهُمُومِ وَقَدْ … حُفَّتْ بِمَوْجٍ فِي الكَأْسِ يَطَّرِدُ

كَأْسٌ هِيَ الْبَحْرُ بِالسُّرُورِ طَغَى … وَجَارِيَاتُ الأَسَى بِهِ قِدَدُ

بِأَيِّ لَفظٍ أَبُثُّ مَظْلَمَتِي … يَرَاعَتِي فِي البَنَانِ تَرْتَعِدُ

أَبْغِي بَيَاناً لِمَا يُخَامِرُنِي … مِنْهَا وَمَالِي فِي أَنْ أُبِينَ يَدُ

بِي صَبْوَةٌ وَالعُقُوقُ شِيمَتُهَا … وَيْحَ قُلُوبٍ مِنْ شَرِّ مَا تَلِدُ

إِنْ هَمَّ قَلْبي بوَأْدِهَا حَنِقاً … نَهَاهُ أَنَّ الحَيَاةَ مَا يَئِدُ