طلعت طلوع الشمس بالنور والندى – خليل مطران

طلعت طلوع الشمس بالنور والندى … فلا زلت شمس البر يا ربة الندى

وقد تحرم الشمس العفاة شعاعها … ولم تحرميهم منك في حالة يدا

لمقدمك الميمون مصر تهللت … وجناتها افترت وبلبلها شدا

أرى بسمات للقاء تألقت … على كل وجهٍ كان بالبعد مكمدا

واسمع في الآفاق من كل جانبٍ … وأناشيد بشرى في النفوس لها صدى

جماهير في طول البلاد وعرضها … من الحافظين العهد غيباً ومشهدا

يهنئ كل منهم النفس أن يرى … إلى الوطن المشتاق عودك أحمدا

تنادت بنات الشعر يضفرن للتي … تخلدها الألاء تاجاً مخلدا

وذاك إذا باهي بتاجيه قيصر … أعز وأزهى ما تمادى به المدى

أيعدل باقٍ صيغ من جوهر النهى … ببعض الثرى الفاني وإن كان عسجدا

حقيقٌ بوادي النيل إبداء سعده … على أن ما في النفس أضعاف ما بدا

وأن التي يعلى بحق مقامها … لأهل بإجماع الموالين والعدى

أما هي أرقى نسوة الشرق شيمةً … ونبلاً وأسماهن جاهاً ومحتدا

إلى أوجها الأعلى رفعت تحيتي … وفي كل قلبٍ رجعها قد ترددا

وأحسبني عن مصر نبت وأهلها … وعن مجد مصر دارساً ومجددا

وعن كل محزون وعن كل بائس … بها عاد عن باب الأمير بالجدا

وعن كل ملهوفٍ أغاثت وحرة … من العاثرات الجد مدت لها يدا

وعن كل خريجٍ بعلم وصنعةٍ … أقامت له في ساحن الفضل معهدا

وعما أعدت ليتيم فثقفت … فرب يتيمٍ عاد للخلق سيدا

فيا آية الشرق التي ضنت العلى … بأشرف منها في العصور وأمجدا

دعوك بأم المحسنين وإنها … لدعوة صدق في فم المجد سرمدا

فأتت لهم أمٌّ وأنت أميرٌ … أجل لك الدنيا وأجوادها فدى