طرف التصور في غرامك جامح – أحمد فارس الشدياق
طرف التصور في غرامك جامح … والى جمالك كل طرف طامح
يا من جفاني بعد ان سلب النهى … مني فليت الوجد بعدك بارح
غادر على قريحة اهدى بها … مدحا إلى من يرتجيه المادح
من في المعالي والمكارم راغب … ولكل سؤدد رتبة هو صالح
وبكل عزم صادق متثبت … ولكل وجه فضيلة هو جانح
في بيت مال المسلمين مناقش … وبمال راحته الحلال مسامح
شهم يطوع لحزمه وثباته … من شارد الآراء ما هو جامح
كل اطلاب ان يمر بباله … ويرم نداه سانح لا بارح
ما راز منه الفكر مثقل مشكل … الا وخف وما رآه الراجح
حسن الخلائق والسريرة دابه … بر الخلائق والفعال الواضح
لم يغض عن حق لرب الناس او … للناس مهما تعترضه مصالح
ومتى يشاوره العزيز بنص ما … هو منزل فهو المشير الناصح
هذا الوزير المستعز بمجده … غاد يجيد له المديح ورائح
اياه يشكر في العشية سارب … وعليه يثنى في الضحية سارح
لا يستر ادلهما ليل بره … والمسك مهما تكتتمه فائح
ان يحو حضرته الندى ففكره … في وجه كل صنيعة هو سائح
اوان يكن بالقرب يسمع صوته … فالصيت منه حيث تنزح نازح
هذا الذي نشرت حلاه صحائف … وبه لغات الاعجمين فصائح
ذو همة تقتد كل ملمة … ولها تقاد مطامع ومطامح
لا فخر الا لامرء نفع الورى … ولن على حفظ الحقوق يكافح
اما السعيد فكم راينا من له … سعد ويا للشؤم سعد الذابح
روحي الفداء لمن يزيل ظلامة … واذا استميح يقال نعم المائح
هذا الذي في مدحه انا شاعر … ويذكر ما قد ضل عنه نائح
وابيك ان العز ليس يناله … الا همام في المعالي شائح
واذا امرء خطب الرئاسة فليكن … منه لجلوتها مجد كادح
ان الوزارة ليس يصلح شانها … الا بمن هو للخطوب مصافح
ويبيت يعمل فكره في الملك لا … في ان يسامره خليع مازح
ان الكريم هو الذي حمل الاذى … عن قومه لا من تقل ضوابح
او من اذا امسى شكا الم الهوى … فاتت تمرضه رداح بادح
المرء مذكور بحسن صنيعهذ … وله بذا التعريف قول شارح
فمتى يغب فكأنما هو حاضر … واذا نأى فكأنما هو لائح
من يكتسب دعوات مظلوم على … خسران لذته فذاك الرابح
اني رأيت الناس اوفرهم حجا … للخيرلا مستبق وذاك الناجح
لو لم يكن لله سر غامض … في الخلق مما لم تبنه قرائح
لم يرعهم الا حكيم عادل … ومن الاماني غير ما هو تائح
جهل الظلوم مراد خالقنا بذا … فطغا ولم يكبح هواه كابح
في ارض مصر عزيزها ووزيره … بران قد فسحا وبحر سافح
كل على نفع الرعية قد جرى … طبعا وكل بالمكارم طافح
ابقاهما المولى بعز دائم … ما صاح فوق الايك طير صادح