طرح الدهرُ في حمى المجد رحله – حيدر بن سليمان الحلي

طرح الدهرُ في حمى المجد رحله … عند مولى ً يميرُه اليوم كلَّه

ولدته العُلى وآلت بأن لا … تلدَ الدهرُ في بنى الدهر مثله

سيفُ عزٍّ لقد تقلَّده المجدُ … وبالجود أحسن الفخر صقله

ملكٌ تطلِع العُلى منه بدراً … في عيون الحواسد اشتبَّ شعله

أفرشته الخدود منهم ولكن … حسدت فوقها الكواكبُ نعله

لم يعب من خصاله الغرَّ شيءٌ … غير بشرٍ ينسى به الضيف أهله

خفر الناسُ ذمَّة الجود لكن … حسنُ الفعل قد رعى اليوم ألّه

وحَّد المدح منه للفضل ربَّاً … والثنا في سواه يحمد عجله

درجت في العُلى أماجدُها الغـ … ـرُّ وكانوا شيخ العلاء وكهله

ثم أبقت “محمداً حسن” الفعل … على فخرها بها مستدلّه

ولعمري لا يكمل الفخرُ حتى … يصف الفرع طيباً لك أصله

في لسان الثناء رحلة ندبٍ … كلُّ يوم له إلى الفخر رحله

وصفَ البيد كيف أنضى المطايا … فطوى رحبها لينشر فضله

يا مباري الصَبا بصُغرى بنانٍ … بالعطايا سماؤها مستهله

عجباً يبتغي عُلاك ابنُ نقصٍ … ما حوى من خصالك الغرّ خصله

رفعت قدركَ المعالي عليه … فلها أنت عمدة ٌ وهو فضله

وقوافٍ منظومة ٍ لقبوها … رحلة ً حطّ عندها الشعر رَحله

منك ألفاظها مجاجة مسكٍ … مُزجت حلوة ً بشهدة نحله

كم جلت لأمرئٍ عقيلة معنى ً … أمهرتها يدُ التعجب عَقله

ليت من مقتلي بدت بسوادٍ … في بياضٍ لكن بخط ابن مقله

كلماتُ في وصف حجْكَ جاءت … كعطاياك في المكارم جزله

قد روته لنا فناديت أرِّخ … حيِّ حجَّا يتلو مساعٍ برحله