طباعك فالزمها وخل التكلفا – الخُبز أَرزي

طباعَكَ فالزَمها وخلِّ التكلُّفا … فإن الذي غطيته قد تكشَّفا

فلِم تتعاطى ما تعوَّدتَ ضدَّه … إذا كنتَ خوّاناً فِلم تدَّعي الوَفا

أتذكر قولي إنني منك خائفٌ … ألست تخاف الله إن كنتَ منصِفا

غدرتَ ولم تُغدَر وخُنتَ ولم تُخَن … ومرَّرت ما احلولى وكدَّرتَ ما صفا

فما هي إلا أن أعيش منغَّصاً … لنقضك عهدي أو أموتَ تأسُّفا

فلم يتهنَّأ بالوصال مروَّعٌ … بغدرٍ ولا عيش لمن كان مُدنَفا

إذا خفتُ أمراً ثم أبصرتُ صاحبي … يكاتمني ازددتُ منه تخوُّفا

أأحمدُ لِم تخلِف فإنك خائفٌ … ولن يُعذر الغدّارُ إلا ليُخلِفا

حبيبي أما استحييتَ منّي تخونني … وتَزوي ثمارَ الوصل عني لتُقطفا

ولِم تقبل العذرَ الذي بانَ زَيفُه … وهل مستجادٌ درهمٌ قد تزيَّفا

تحيَّرت لا أدري أأرضى بما أرى … فأكمد أم أجفو الحبيب فأتلَفا

فلي نفس حرٍّ لا يطيق خيانةً … ولي قلب صبٍّ ليس يقوى على الجفا

ففي الغدر تنغيصٌ وفي الهجر محنةٌ … وقد نالني منك الغِدَارُ مضعَّفا

ظننا بكم ظنّاً جميلاً لمَيلكم … إلينا ولكن ذلك الظن أخلفا

إذا غاب ماءُ الغُصنِ عن روضة المنى … فحقّ لأغصان المنى أن تُقَصَّفا

إذا رحل الإنصاف عن عرصة الهوى … فما للرضا عذرٌ بأن يتخلَّفا

وما أوحش الإلفين حنَّا … اذا افترقا من بعد ما قد تألفا

لقد كنتَ لي نِعمَ الحبيب تبرُّني … وأرحمَ بي من والديَّ وأرأفا

فما كان أحلى أُنسنا وحديثنا … ليالي كان الدهر بالوصل أسعفا

وما كان ذاك الوصل وصلاً لطيبه … ولكنَّه برق لعقلي تخطَّفا

تعطفت لي بالعطف حتى كأنما … جريتَ بمجرى الروح بل كنتَ ألطفا

فإن تَتَّخِذ مني بديلاً فإنني … تبدَّلتُ من بعد السرور تلهُّفا

سلامٌ على الدنيا إذا لم أجد بها … حبيباً ودوداً بالمودَّة منصفا