ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ – خليل مطران

ضَرَبَ الأَرْضَ فَانْتَهَبْ … وَكَإِيَماضَةٍ ذَهَبْ

آيَةُ الْعَصْرِ جَائبٌ … بَيْنَمَا لاَحَ إِذْ عَزَبْ

ضَاقَ بِالسُّرْعَةِ الْفَضَا … ءُ وَلَمْ يَبْقَ مُغْتَرِبْ

يُدْرِكُ الشَّأْوَ أَوْ يَكَا … دُ مَتَى أَزْمَعَ الطَّلَبْ

أَرْزُ لُبْنَانَ هَاكَهُ … حَلَبٌ هَذِهِ حَلَبْ

أَيُّهَا الْجَائِزُ المَجَا … هِلُ لاَ يَعْرِفُ النَّصَبْ

يَصِلُ المُدْنَ وَالْقُرَى … بَمَتِينٍ مِنَ السَّبَبْ

أُفْعُوَانٌ إِذَا الْتَوَى … في صُعُودٍ أَوْ في صَبَبْ

إِنْ تَرَامَى بَيْنَ الرُّبَى … خِلْتَ فُلْكاً بَيْنَ الْحَبَبْ

وَإذَا شِيمَ مُوقَداً … فَهْوَ كَالنَّجْمِ ذِي الذَّنَبْ

إِنَّ في هَذِهِ الضُّلًو … عِ لَكَا لَمَارِجِ التَهَبْ

ذَاكَ حِسٌّ مِنَ الْكُمُو … نِ وَرَى زَنْدُهُ فَهَبّْ

هُوَ شَوْقٌ إلى حِمىً … كُلُّ مَا فِيِهِ مُسْتَحَبّْ

مَيْلُ شَجْرَائِهِ حَنَا … نٌ وَفِي طَوْدِهِ حَدَبْ

أَيُّهذِي الشَّهْبَاءُ … وَالْحُسْنُ في ذَلِكَ الشَّهَبْ

حَبَّذَا في ثَرَاكِ مَا فِي … هِ مِنْ عُنْصُرِ الشُّهُبْ

ذَلِكَ العُنصُرُ الَّذِي … ظَلَّ حُرّاًوَلَمْ يُشَبْ

عُنْصُرٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ … هُ ابْنُ حَمْدانَ مَا أَحَبْ

وَبِهِ أَحْمَدُ ارْتَقَى … ذُرْوَةَ الشِّعُرِ في الْعَرَبْ

حَبَّذَا قِسْمُكَ الْجَدِي … دُ وَمَا فِيهِ مِنْ رَحَبْ

حَبَّذَا الْجَانِبُ الْقَدِي … مُ نَبَتْ دُونَهُ الْحِقَبْ

أَلسُّوَيْقَاتُ عَقْدُهَا … مِنْ حِجَارٍ أَوْ مِنْ خَشَبْ

وَالْبَسَاتِينُ مِنْ جَنَا … هَا الأَفَانِينُ تُهْتَدَبْ

وَالمَبَانِي بِهَا الحُلِيُّ ال … بَدِيعَاتُ وَالْقُبَبْ

يَا لَهَا مِنْ زِيَارَةٍ … قُضِيَتْ وَهْيَ لِي أَرَبْ

تَمَّ سَعْدِي بِمَنْ رَأَيْ … تُ بِهَا الْيَوْمَ عَنْ كَثَبْ

وَبِأَنِّي قَضَيْتُ مِنْ … حَقِّهِمْ بَعْضَ مَا وَجَبْ

إِنَّ مَنْ قَالَ فِيهِمُ … أَعْذَبَ المَدْحِ مَا كَذَبْ

جِئْتُهُمْ وَالْفُؤَادُ بِي … خَافِقٌ كُلَّمَا اقْتَرَبْ

قَالْتَقَوْنِي كَعَائِدٍ … لِلْحِمَى بَعْدَ مَا اغْتَرَبْ

تَلْكَ وَاللهِ سَاعَةٌ … أَنْسَتِ المُتْعَبَ التَّعَبْ

لَيْسَ بِدْعاً وَإِنَّهُمْ … صَفْوَةُ الشَّرْقِ وَالنُّخَبْ

مِنْ نِسَاءٍ زَوَاهِرٍ … بِحِلَى الْحُسْنِ وَالأَدَبْ

مُحْصَنَاتٍ مُرَبِّيَا … تِ النَّجِيبَاتِ وَالنُّجُبْ

وَرِجَالٍ إِذَا هُمُ … سَابَقُوا َأحْرَزُوا الْقَصَبْ

شَرَّفُوا الْعِلمْ مَا اسْتَطَا … عُوا وَلَمْ يَحْقِرُوا النَّشَبْ

أَمْهَرُ الطَّالِبِينَ لِلْسْكَ … بِ مِنْ خَيْرِ مُكْتَسَبْ

أحْلَمُ النَّاسِ عَنْ هُدىً … مَا الَّذِي يُصْلِحُ الْغَضَبْ

أَحْزَمُ الْخَلْقِ إِنْ يَكُنْ … سَرَفٌ جَالِبُ الْعَطَبْ

مَنْ رَأَى مِنْهُمُ المَكَا … نَ لِفَوْزٍ بِهِ وَثَبْ

مُحْرِزَاً غَايَةَ الَّذِي … رَامَ في كُلِّ مُطَّلّبْ

فِيهِمُ الْحَاسِبُ الَّذِي … لاَ يُجَارَى إِذَا حَسَبْ

فِيهِمْ الْكَاتِبُ الَّذِي … لاَ يُبَارَى إِذَا كَتَبْ

فِيهِمْ الْعَالِمُ الَّذِي … عَقْلُهُ كَوكَبٌ ثَقَبْ

فِيهِمْ الشَّاعِرُ الَّذِي … شَعْرُهُ لِلنُّهَى خَلَبْ

فِيهِمْ الْقَائِلُ الصَّؤُو … لَ عَلَى الْجَمْعِ إِنْ خَطَبْ

فِيهِمْ الصَّانِعُ الَّذِي … صُنْعُهُ آيَةُ الْعَجَبْ

فِيهِمْ المُطْرِبُ المُجِ … دُّ فُنُوناً مِنَ الطَّرَبْ

يَا كِرَاماً أَحَلَّنِي … فَضْلُهُمْ أَرْفَعَ الرُّتَبْ

إِنَّ فَخْراً نَحَلْتُمُو … نِي لأَغْلَى فِي الْحَسَبْ

لَمْ يَكُنْ لِي وَمَنْ أَنَا … هُوَ لِلشِّعْرِ وَالأَدَبْ