صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ – حاتم الطائي

صَحا القلبُ من سلمى ، وعن أُمّ عامرِ … وكنتُ أُراني عنهُما غيرَ صابِرِ

ووشتْ وشاة بيننا، وتقاذفت … نوى غربة ٍ، من بعد طول التجاورِ

وفتيانِ صِدْقٍ ضَمَّهمْ دَلَجُ السُّرَى … على مُسْهَماتٍ، كالقِداحِ، ضَوامرِ

فلمّا أتَوْني قلتُ: خيرُ مُعَرَّسٍ … ولم أطّرِحْ حاجاتِهِمْ بمَعاذِرِ

وقُمتُ بمَوْشيّ المُتونِ، كأنّهُ … شِهابُ غَضاً، في كَفّ ساعٍ مبادرِ

ليشقى به عرقوب كوماءؤَ جبلة ٍ … عَقيلَة ِ أُدْمٍ، كالهِضابِ، بَهازِرِ

فظَلّ عُفاتي مُكْرَمينَ، وطابخي … فريقان منهم:بين شاوٍ وقادرِ

شآمِيَة ٌ، لم يُتّخَذْ لَهُ حاسِرُ … الطبيخ، ولا ذمُّ الخليط المجاورِ

يُقَمِّصُ دَهْداقَ البَضيعِ، كأنّهُ … رؤوس القطا الكدر، الدقاق الحناجرِ

كأنّ ضُلوعَ الجَنْبِ في فَوَرانِها … إذا استحمشت، أيدي نساءٍ حواسرِ

إذا استُنزِلتْ كانتْ هَدايا وطُعمة ً … ولم تُخْتَزَنْ دونَ العيونِ النّواظِرِ

كأنّ رِياحَ اللّحمِ، حينَ تغَطمَطتْ … رياح عبيرٍ بين أيدي العواطرِ

ألاليت أن الموت كان حمامه، … لَياليَ حَلّ الحَيُّ أكنافَ حابِرِ

ليالي يدعوني الهوى ،فاجيبه، … حثيثاً، ولا أرعي إلى قول زاجرِ

ودويَّة ٍ قفرٍ، تعاوى سباعها، … عواء اليتامى من حذار التراترِ

قطعتُ بمرداة ٍ، كأن نسوعها، … تشدعلى قرمٍ، علندى ،مخاطرِ