صنم تصور أحسن التصويرِ – الخُبز أَرزي

صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ … في الحسن قد أمسى بغير نظيرِ

اللَهُ صوَّره بديعَ محاسنٍ … كيما يكون نموذجاً للحورِ

فلذاكَ زخرف وجهَه بدقائقٍ … فتنت وكحَّلَ طرفَه بفتورِ

وكأنَّ عارضَه صفيحةُ جوهرٍ … متنمنماً فيها عِذارَ غَريرِ

قد خطَّ فيه الشَّكلُ خَطَّ لبَاقَةٍ … منقوشةٍ من ظلمةٍ في نورِ

فالآن يُعذرُ من يهيم بحبِّه … إذ حصَّنَته ملاحةُ التعذيرِ

ماء البشاشة ضاحك في وجههه … أبداً كوجهِ مبشِّرٍ بسرورِ

دَلُّ الملاحِ يهزُّه فكأنَّه … وردٌ يُقَبِّل غُرَّةَ المنثورِ

كلُّ المِلاح إذا تراه تحسَّروا … حسداً كحسرة عاشقٍ مهجورِ

إني لأحسب حُسنَه متفرِّداً … إذ كان منفرداً بغير نظيرِ

كم عاشقٍ بفناء عرصة دارِه … كركوع موسى في فناء الطورِ

فإذا بدا بلوائه فكأنهم … أسرى وقد بَصُروا بوجهِ أميرِ