صعب تكون حبيبتي غيرك – عبدالعزيز جويدة

صَعبٌ تَكونُ حبيبتي إِلاَّكِ

صَعبٌ أقولُ حَبيبتي لسواكِ

إنَّ الأُمومةَ مُستحيلٌ مَنحُها

إلا لِمَنْ يَهَبُ الحياة

يا مَن وَهَبْتِ لِيَ الحياة

يا مِنحةً مِن ربِّنا

شُكرًا كثيرًا للإله

لو أنَّهُ لم يُعطِني

إلا غَرامَكِ لاكتفيتْ

وَقَضَيتُ عُمْرِي رَاكعَاً أَوْ سَاجدَاً

فِي كُلِّ آه

وَجَعَلْتُ مِنْ مِحْرَابِ عَينكِ مَسْجِدَاً

عِنْدَ الصَّلاةْ

وَاللهِ قَلْبُكِ قِبْلَتِي يَا مُنْيَتِي

فِي كُلِّ أَرْضِ اللهْ

صَعبٌ تَكونُ حبيبتي

وَطنًا يُسافرُ في دَمي

مَن قالَ إنَّ حبيبتي

وطنٌ فَقطْ ؟

فَلَكَم فَهِمنا عَن نِساءِ الشرقِ

أشياءً غَلَطْ

ولقد ذَهبْنا بالخيالِ مَسافةً

حتى وصَلْنا بالرجولةِ والأُنوثةِ للشططْ

مَن ذا يُزيلُ الآنَ مِن فَهمِ الصغارِ حبيبتي

هذا اللغَطْ ؟

في الحبِّ يَكفي أن تُحِبَّ

وأن تُحَبْ

في الحبِّ يَكفينا فَقطْ

قَلبٌ يَمُدُّ يَديهِ نَحوَكَ مُستجيرًا

فامدُدْ إليه يَديكَ أبشرْ قـدْ بَسَطْ

فالحبُّ نَهرٌ مِن أحاسيسِ السماءْ

مَلَكٌ بِهِ تَحْلُو الحَيَاةَ إِذَا هَبَطْ

في الحبِّ دَومًا لا قُيودَ ولا شُروطْ

إياكَ يومًا أن تُجَنَّ وتَشترِطْ

فالحبُّ حَبَّاتُ الآلئِ نوره

بَيْنَ الضُّلوعِ

وأنتَ عُصفورٌ رَقِيقٌ يَلتَقِطْ

أرأيتَ في يَومٍ مُحبًّا قد قَنَطْ ؟

فالقلبُ مِن غيرِ الحبيبِ مُعَذَّبٌ

كالنَّجْمِ فِي فُلكِ العَذَابِ بِلا هُدَى

وبِبئرِ حِرمانٍ سَقطْ

صَعبٌ تَكونُ حبيبتي

غَيرَ التي

مَلَكتْ زِمامَ الروحْ

فَحبيبتي مَزروعةٌ في دَاخلي

بُستانَ شَوقٍ

كُلَّمَا تَغْدُو

هُنالِكَ أو تَروحْ

والقلبُ شُبَّاكٌ على وَجهِ الحبيبةِ

للسَّمَا مفتوحْ

هي بَلسَمٌ كَم طَيَّبَتْ في داخِلي

رَغمَ السنينَ جُروحْ

ذا صَدرُها أرتاحُ فيه

مِن عَذابِ مَحبَّتي

وبِسرِّ سِرِّي بالدِّموعِ أبوحْ

هي ما أُريدُ ولا أُريدُ بِحبِّها

إلا الوصولَ لغايتي

أمشي إليها بالدَمِ المَسفوحْ

أنتِ الحقيقةُ لا مَجالَ لِغيرِها

إِنْ صَنِّفوكِ في النِّسَاءِ مَليكةً

فسأعترِضْ

فالوصفُ أصغرُ أن يَليقَ بمن أُحبُّ

لا لم يُوفِّ بالغرضْ

فَرقٌ سَيَبْقَي شَاسِعَا بَيْنَ الحَقِيقَةِ

والكلامِ المُفتَرضْ

أنا في الهوى مُتصوِّفٌ

والحبُّ عندي غايةُ الغايات

قَلبانِ عِشنا واحترقْنا في الجَوى

فرأيتُ نُورَكِ في صَميمِ الذات

مُتعثِّرٌ في خُطوتي لا تَعجَبي

قلبي يَقُصُّ بداخلي الآهات

مِن فرطِ شَوقي للسماعِ فلا أَرَى

إلا عُيونَكِ مثلَ فَجرٍ آت

هذا الحنينُ بِدَاخِلِي يَغتالُني

هَيَّا اصهَرِيني في لَظى النظرات

أَنَا رَاهِبٌ مُتَصَوّفٌ فِي عِشْقِهَا

سُبْحَانَهُ فِي مُلْكِهِ

بِالحُّبِ جّمَّلَ فِي الحَيَاةِ صِفَاتِي

.