صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ – الأخطل
صرمتْ أمامة ُ حبلها ورعومُ … وبدا المحجَمْجَمُ منهما المكتومُ
للبينِ منا واختيارِ سوائنا … ولقَدْ علمْتِ لَغَيرُ ذاكَ أرُومُ
وإذا همَمْنَ بغَدْرَة ٍ أزْمَعْنَها … خُلُفاً، فليسَ وصالهُنَّ يدُومُ
ودعا الغواني إذا رأينَ تهشمي … روقُ الشبابِ فما لهنَّ حلومُ
ورأيْنَ أنّي قدْ علَتْني كَبرَة ٌ … فالوَجْهُ فيهِ تضَمُّرٌ وسُهومُ
وطوينَ ثوبَ بشاشة ٍ أبلينهُ … فلهُنَّ مِنْكَ هَساهِسٌ وهُمومُ
وإذا مشَيْتُ هدَجْتُ غيرَ مُبادِرٍ … رَسْفَ المُقَيَّدِ ما أكادُ أَرِيمُ
ولقَدْ يكُنَّ إليَّ صُوراً مرَّة ً … أيّام لَوْنُ غدائري يَحْمومُ
ولقد أكونُ من الفتاة بمنزلٍ … فأبيتُ لا حرجٌ ولامحرومُ
ولقَدْ أُغِصُّ أخا الشّقاقِ بِريقِه … فيصدّ وهو عن الحفاظ سؤومُ
ولقد تباكرُني على لذاتها … صَهْباءُ عاريَة ُ القذى خُرْطومُ
من عاتق حدبت عليهِ دنانهُ … وكأنّها جَرْبى بهِنَّ عَصِيمُ
مما تغالاهُ التجارُ غريبة ٍ … ولها بعانة َ والفراتِ كرومُ
وتظَلُّ تُنْصِفُنا بها قَرَوِيّة ٌ … إبريقها برقاعها ملثومُ
وإذا تعاورتِ الأكفّ زجاجها … ولهُ بخَيْنَفَ مُنْتأى وتُخومُ
وكأنَّ شاربها أصابَ لسانهُ … من داء خيبرَ أو تهامة َ مومُ
ولقَدْ تشُقُّ بيَ الفَلاة َ إذا طفَتْ … أعلامها وتغولتْ علكومُ
غولُ النجاء كأنّها متوجسٌ … بالقَرْيَتينِ موَلَّعٌ موْشومُ
باتتْ تكفئهُ إلى محانتهِ … نَكْباءُ تَلْفحُ وجْهَهُ وغُيومُ
صردُ الأديمِ كأنهُ ذو شجة ٍ … بردتْ عليهِ من المضيض كلومُ
وكأنما يجري على مدارتهِ … مِمّا تحلّبَ لؤلؤ مَنْظومُ
فحَلَمْتُها وبنو رُفيدَة َ دونها … وبدَتْ مِتانٌ حولهُ وحُزُومُ
هاجتْ لهُ غُضْفُ الضِّراء مُغيرة ً … كالقدّ ليسَ لهامهنَّ لحومُ
فانصاعَ كالمصباحِ يطفو مرة ً … ويلوحُ وهوَ مُثابِرٌ مَدْهومُ
حتى إذا ما انجابَ عَنْهُ رَوْعُهُ … وأفاقَ بعدَ فررارهِ المهزومُ
هزَّ السلاحَ لهنَّ مصعبُ قفرة ٍ … متخمطٌ بلغامهِ مرثومُ
يهوي فيقعصُ ما أصابَ بروقهِ … فجبينُهُ جسدٌ بهِ تدميمُ
فتَنَهْنَهَتْ عَنْهُ وولّى يَقْتري … رملاً بجبة َ تارة ً ويصومُ
يرعى صحارى حامرِ أصيافَها … ولهُ نجينفَ منتأى وتخومُ
وفلاة ِ يعفورِ يحارُ بها القطا … وكأنما الحادي بها مأمومُ
قدْ جُبْتُها لمّا توَقّدَ حَرُّها … إني كذاكَ على الأمورِ هجومُ
أسْرَيْتُها بِطُوالة ٍ أقرابُها … يبغمنَ وهي عنِ البغامِ كظومُ
ولقدْ تأوبَ أم جهمٍ أركباً … طبختْ هواجرُ لحمَها وسمومُ
وقعوا وقَدْ طالتْ سُراهُمْ وَقْعة ً … فهمُ إلى ركبِ المطي جثومُ
فحملتها وبنو رفيدة َ دونها … لا يَبْعَدَنَّ خيالُها المَحْلومُ
وتجاوَزَتْ خَشَبَ الأريطِ ودونهُ … عربٌ تردُّ ذوي الهمومِ ورومُ
حبسوا المطيَّ على قديمٍ عهدُهُ … طامٍ يَعينُ ومُظْلِمٌ مَسْدُومُ
فكأنَّ صَوْتَ حمامَة ٍ في قعرِهِ … عِندَ الأصيلِ إذا ارْتجسْنَ خُصُومُ
ويقعنَ في خلقَ الإزاء كأنهُ … نُؤيٌ تقادَمَ عَهْدُهُ مَهْدومُ
وإذا الذنوبُ أحيلَ في متثلمٍ … شربتْ غوائلُ ماءهُ وهزومُ
أجُمَيعُ قدْ فُسْكِلْتَ عَبْداً تابعاً … فبقيتَ أنتَ المفحَمُ المعكومُ
فاهتَمْ لنَفْسكَ يا جُمَيعُ ولا تكُنْ … لبني قريبة َ والبطونُ تهيمُ
واعدِلْ لسانَكَ عَنْ أُسيّدَ إنّهمْ … كلأٌ لمَنْ ضَغِنوا عَلَيْهِ وخيمُ
وانزع إليكَ فإنني لا جاهلٌ … بِكُمُ ولا أنا إنْ نطَقْتُ فَحومُ
وانظرْ جميعُ إذا قناتُكَ هزهزتْ … هل في قناتكَ قادحٌ ووصوم
أبني قريبَة َ إنّهُ يُخْزيكُمُ … نَسَبٌ إذا عُدَّ القديمُ لئيمُ
من والدٍ دنسٍ وخالٍ ناقصٍ … وحديثُ سوء فيكُمُ وقديمُ
أبَني قريبَة َ ويحَكُمْ لا ترْكبوا … قتبَ الغواية ِ إنهُ مشؤومُ
وملحبِ خضلِ الثيابِ كأنما … وطئتْ عليه بخفها العيثومُ
قَتلَتْ أُسامَة َ ثمَّ لمْ يَغْصَبْ لهُ … أحدٌ ولمْ تَكْسِفْ عَلَيْهِ نُجومُ