صدقَ الوشاة ُ العهدُ عندكِ ضائعُ – مهيار الديلمي

صدقَ الوشاة ُ العهدُ عندكِ ضائعُ … لو كانَ يوعظُ يكِ قلبٌ سامعُ

قلتُالتعاتبُ وهو هجرة ُليلة ٍ … ثمَّ استمرَّ وزادَ فهو تقاطعُ

تحَّتكِ نفسٌ تطمئنُّ إذا الهوى … تركَ النفّوسَ إليكِ وهي نوازعُ

ومدامعُ يبسُ النّواحي كلّما … بلَّتْ عليكَ منَ الحفاظِ مدامعُ

أهوى المليحة ُ كلَّ ما أحرزتهُ … بكَ ضائرٌ أفأنتَ يوماً نافعُ

قسماً لئنْ ردَّ الشبابَ وجاههُ … ما قدْ علمتَ فما إليها شافعُ

أعدوّة ً والحبُّ أنتِ وإنمّا … تعصينَ فيكِ إنْ أحبّكِ طائعُ

شهدَ الوّفاءُ بأنّني لو خنتهُ … ما كانَ يجمعني وعهدكَ جامعُ

عاداتُ أيامي اللّئيمة ِ غادرتْ … نعمي بمنْ أهوى وهنَّ فجائعُ

دميتْ قروحكَ يا جريحَ زمانهِ … تحتَ الحمولَ أمّا لخرقكَ راقعُ

نظراً لنفسكَ ما حياؤكَ كاشفٌ … عنكَ الهوانُ وما احتشامكَ دافعُ

سالمتُ دهري قبلَ أعلمُ أنهُّ … فيمنْ يهادنهُ الّسلامة َ طامعُ

فالآنُ أصميهِ بسهمٍ ما لهُ … في قلبهِ إلاَّ المنيّة َ نازعُ

،،يزدانفادار وليسَ بمدّعٍ … منْ قالَ لابنِ الشمسِ نوركَ ساطعُ

لا قرنَ لي وعليَّ منهُ وفي يدي … درعٌ مضاعفة ٌ وسيفٌ قاطعُ

في ،،فارسٍ نسبٌ يجاذبُ فجرهُ … ما فيهِ لابنِ المزربانِ منازعُ

للهِ درّكَ واهباً متبرّعاً … وسواكَ مرغوبٌ إليهِ مانعُ

لمْ يؤتَ منْ حظِّ الشّجاعة ِ ساهرٌ … فيها الّذي تؤتى وطرفكَ هاجعُ

وكمْ انتضيتَ منْ الدّواة ِ مهنّداً … خطراتهُ بالدارعينَ وقائعُ

ميتٌ لهُ بالنّفسِ نفسٌ حيّة ٌ … ظامٍ وفي شفتيهِ ماءٌ مائعُ

يجرى غداة َ الَّنيلِ أسود كالحاً … وكأنّهُ للنّقعِ أصفرُ فاقعُ

يفديكَ قومٍ يستغيثكَ كلّما … خابتْ وسائلُ عندهمْ وذرائعُ

باعوا المحامدَ بالثّراءِ وحسبهمْ … خسرانُ صفقة َ ما اجتناهُ البائعُ

اليومَ عيدَ منَ الملوكُ جدودهُ ال … ماضونَ حقٌّ مستفيضٌ شائعُ

كمْ منْ نصيبٍ للّخلافة ِ عندنا … في مثلهِ ،،رمضانُ منهُ مانعُ

فالبسْ لهُ حللَ المعمِّرِ بعدهُ … في العزِّ ما نجمَ الهلالُ الطالعُ

واسمعْ كما انتظمَ الفريدُ ورقَّ ما … ءُ غمامة ٍ وصفا الفّرندُ اللاَّمعُ

بنتَ اللّيالي السودَ أسهرني لها … حفظُ الأيادي البيضُ وهي ودائعُ

لمّا رأيتُ الدّهرَ ضاقَ وأهلهُ … عنّي وعندكَ لي فناءٌ واسعُ

حصَّنتُ باسمكَ جانبيَّ تعوُّذا … فليصنعُ الحدثانُ ما هو صانعُ