صبح الهنا اليومَ تجلى ّ أبيضا – حيدر بن سليمان الحلي
صبح الهنا اليومَ تجلى ّ أبيضا … وبالمنى ربعُ التهاني روّضا
فقم إلى كأس التهاني واصطبح … فيها بنادٍ بسنا البِشر أضا
فانّ هذي فرحة ٌ من قبلها … لمثلها الزمانُ ما تعرّضا
من لم يكن يأخذ منها حظَّه … فليت شعري ما الذي تعوّضا
وكيف لا يدخل في كلّ حشاً … منها سرورٌ سرَّ أحشاء الرضا
أسخى الورى الناهض من ثقل الندى … بما به كلُّ الورى لن تنهضا
ذاك الذي من كرم النفس يُرى … ندبِ صلاة ِ وفده مُفترضا
ذاك الذي كلتا يديه رهمة ٌ … ربعيّة ٌ بها المُنى قد روّضا
ذاك الذي للمسنتين جودُه … رَقى إذا صلَّ الجدوب نضنضا
ذاك الذي سمت به همَّته … لغاية عنها السماك انخفضا
ذاك الذي لو لم يشيد للعُلى … بناءَها السامي إذاً لانتقضا
ذاك الذي للمجد كان جوهراً … وكان كلُّ الماجدين عَرضا
يُزين كلَّ الناس بعضُ فخرِه … لو أنه عليهم تبعَّضا
له سجاياً من أبيه حسُنت … وبسط كفٍ في الندى ما انقبضا
وغُرَّة من لمعها تحت الدجى … أعارتِ البرقَ السنا فأومضا
يصرِّح البِشرُ بها للمجتدي … بالنجح قبل أن يُرى معرَّضا
أحبب بدهرٍ جُلب البِشر به … وكان قبلَ جلبه مبغضا
إذ في ختان قرتي عين العُلى … سرَّ الأنام أسوداً وأبيضا
طاب الهنا فيه لهم فيا له … قطعاً به وصل الهنا تقيَّضا
فليهن في عبد الحسين ما شدت … في الأيك ورقاءُ وما برق أضا
وليزه في عبد العزيز فلقد … زها به جميع ما ضمَّ الفضا
واليوم في ختان كل أرِّخوا … بالزهو قد حوى محمد الرضا