صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر – حيدر بن سليمان الحلي

صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر … ومن نوره ليلُ التهجد مقمرُ

خُلقتَ كما شاء التقى غير منطوٍ … على ريبة ٍ فيما تسرُّ وتجهر

لكَ انتهت اليوم الرياسة للهدى … وإنك قبل اليوم فيها لأجدر

ولم أدر حتى زار شخصك ناظري … بأن التقى في الأرض شخصٌ مصور

وأعظم شيءٍ أن كفَّك لم يقمْ … بها عرضُ الدنيا وكلُّكَ جوهر

يقرُّ بعين الدين أنك نيِّرٌ … به حوزة ُ الإسلام تزهو وتزهر

وفرَّج صدري كون ناديك للتقى … وأنك للأحكام فيه المصدَّر

فخاصمتُ فيك البدر يشرق نوره … وإنَّ عليه حجتي منه أنور

فقال: كلانا زاهرٌ في سمائه … فقلت: نعم لكن محّياه أزهر

وقالت نجوم الأفق: إنِّي كثيرة ٌ … فقلت: مزايا شيخنا منكِ أكثر

وقال النسيم الغضُّ: إني لعاطرٌ … فقلت: شذا أخلاقه منكَ أعطر

ودعْ راحتيه يا سحابُ فمنهما … يصوب الندى طبعاً وأنت مسخّر

لقد نشأت من رحمة الله فيهما … سحائبُ عشر بالعوارف تمطر

فيا علماء الأرض شرقاً ومغرباً … كذا فليكن مَن للهدى يتخّير

ويا خير مَن يرتاده آمل الورى … فمنظره في روضة ٍ منه يحبر

إذا قيل فيمن روضة الفضل تزهر … وأيُّ بحار العلم أروى وأغزر؟

إليكَ غدت تومي الشريعة لا إلى … سواك وأثنتْ وانثنت لك تشكر

وإن قيل مَن للمشكلات يحلها … ذُكرتَ ولم تعقدْ بغيرك خنصر

حليف التقى ما سار ذكرٌ لذي تقى ً … بمنقبة ٍ إلا وذكرك أسير

لقد ضمَّ منك البردُ والبرد طاهرٌ … فتى ً هو من ماء الغمامة أطهر

فتى ً حببته في النفوس خلائقٌ … يكاد بها من وجهه البِشرُ يقطرُ

فلو لم أبتْ فيها من الهمِّ صاحياً … لقلتُ هي الصهباء من حيث تسكر

إليكَ عروساً كنتُ أسلفت مهرها … ولم تجلَ لولا أنها لك تمهر

شكرتكَ ما أسديته من صنيعة ٍ … تقدَّمت فيها والصنيعة ُ تشكر

عطايا أتتْ منك ابتداءاً حسابُها … إليَّ وما كانت بباليَ تخطر

وغير عجيبٍ إن بدا من محمدٍ … بمنزلة ٍ تشجى الحواسدَ حيدر

فما عصرُنا إلا القيامة شدة … وما فيه إلا حوض جدواك كوثر

رمتْ عنده الدنيا كبارَ همومها … وهمتُّه العلياء منهن أكبر

وطاف رجاها في حماه محلقاً … عن الناس حيث الكلُّ منهم مقصّر