شامَ برقاً راعهُ مبتسما – عبدالغفار الأخرس
شامَ برقاً راعهُ مبتسما … عَن يَمين الجَزْع شرقيّ الحمى
فبكى ممّا به من لَوْعة ٍ … لا بكتْ أَعْيُنُهُ إلاّ دما
دَنِفٌ قد لَعِبَ الوجد به … ورماه البين فيمن قد رمى
وقضى الحبُّ عليه أنَّه … لا يزال الدهر صبّاً مغرما
رحمة ً للصبّ لو يشكو الجوى … في الهوى يوماً إلى من رحما
عبرة يا سعد قد أهرقتها … ليتها بلَّت من القلب ظما
وإلى الله فؤاد كلّما … کضطرم البرق اليماني کضطرما
يا خليليَّ کسعداني إنَّني … لم أَجدْ لي مسعداً غيرَكما
إنَّ للدار سقى الدارَ الحيا … أَرْسُماً لم تُبق مني أرْسُما
أينَ أقمارَك غابت فَقَضَت … أَن تُرينا كلّ فج مظلما
ولياليَّ بسلعٍ أجتلي … كلَّ عذب اللفظ حلويّ اللمى
كنتُ ذقتُ الصَّبر شهداً فيهم … ثم ذقتُ الشهد فيهم علقما
كان حبلي بهمُ متّصلاً … فَرُمي بالقَطع حتى کنصرما
لا تسلْ عن دمع حال طالما … سال في آثارهم وکنسجما
زعم الناقل سلواني لكم … كَذِبَ الناقل فيما زعما
عجباً من عاذلٍ يعذلني … في هواكم أبعينيهِ عمى
انقضى العهد فما لي بعده … آكلٌ كفّى عليه ندما
أتشافى في عسى لا في عسى … يشتفي القلب ولا في ربّما
يَعْلَمُ الجاهل وَجدي فيكم … كيف لا يعلم أمراً علما
لا رعى الله زماني إنَّه … كان لا يرعى لحرٍّ ذمما
كلَّ يوم أنا من أرزائه … شاهدٌ رُزْءاً يشيبُ الِلّمَما
يبتليني صابراً لم يلفني … فاغراً فيه من الشكوى فما
أتّقي أسهمه من حيثُ لا … تتّقي الأدرعُ تلك الأسْهُما
وإذا مارسني، مارسني … حجراً صمّاء صلاً صَيْلما
وسواءٌ بعد أن جَرَّبني … أقدمَ الدهرُ إذنْ أمْ أحجما
فليجئني الدهرُ فيما يشتهي … أنا لا أشكو لداءٍ ألما
وحريٌّ أنْ تراني بالغاً … بعليّ القدر أسباب السما
أرتقي فيه العلى لم أتخذ … مدحه للمجد إلاّ سلّما
فقوافيّ إليه ترتمي … بالأماني فلنعمَ المرتمى
علويّ الجدّ علويّ السَّنا … دوحة ٌ طالت وفرعٌ نجما
سيّدٌ من هاشمٍ راحته … تُخْجِلُ الغيثَ إذا الغيث همى
من رسول الله من جوهره … ذلك النور الذي قد جُسّما
… أو تُجادِلْه تُجادِلْ ضَيْغَما
يا له من نعمة ٍ في نقمة ٍ … إنْ رمى أصمى وإنْ فاض طمى
كلّما داويت آلامي به … حسمَ الداءُ به فانحسما
قَسَماً بالغُرّ من أجداده … أترى أعظمَ منهم مقسما
أنا أستشفي ولكنْ مِنْهُمُ … بشِفاءٍ لم يغادرْ سقما
رضيَ اللَّه تعالى عنهُمُ … وإذا صلّى عليهم سَلّما
أنفقوا الأعمار في طاعته … وفضوها صوّماً أو قوَّما
إنَّما يرحمنا الله بهمْ … رحمة ً تدفعُ عنّا النقما
ثِقَتي فيهم وفيهم عِصْمَتي … فازَ من يغدو بهم معتصما
وهُمُ ذخريَ في آخِرَتي … يومَ لا أملكُ فيه دِرهما
يا سماءً للعلى أنظمُ في … مدحهِ غرَّ لاقوافي أنجما
أنتَ أنت اليوم فيها سيّدٌ … يُتّقى بأساً ويُرجى كرما
لا أرى وجدان من لا يرتجى … للندى والبأس إلاّ عدما
أنتَ فذُّ المجد في الناس وإنْ … كنتَ والبدرَ المنيرَ تؤما
اتقضى الصَّومُ جميلاً ومضى … قادمٌ كلُّ على ما قدّما
أقبلَ العيدُ نهنّيك به … يا أبا سلمان هُنّيت بما
كان فيه من ثوابٍ دائمٍ … عَظُم الأجر به إذْ عظما
حُزتَ أجر الصوم فکسلم وکبق لي … أبداً تولي الغنى والمغنما
منعاً في البرّ في أعيادها … لا تزال الدهرِ برّاً منعما
مسبغاً فيها عَلَيْنا نِعَماً … أَسْبَغَ الله عليك النِعما
أيُّها الممدوح فينا ولنا … بُدىء المدح به واختُتِما