شاقني الأهل لم تشقني الديار – الخُبز أَرزي
شاقَني الأهلُ لم تشقني الدِّيارُ … والهوى صائرٌ إلى حيث صاروا
جيرةٌ فرَّقَتهمُ غربةُ البَي … نِ وبين القلوب ذاك الجوارُ
ليس تنسى تلك القلوبُ عهوداً … كذَّبَتها يوم النوى أبصارُ
أنت تدري أن الهوى ليس يحلو … طعمُه أو يكون فيه مرارُ
فأناس رعوا لنا حين غابوا … وأناس جفوا وهم حضّارُ
عرَّضوا ثم أعرضوا واستمالوا … ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا
لا تلمهم على التجنّي فلو لم … يتجنّوا لم يحسن الاعتذارُ
وكذا لم تطب لنا البصرة الزه … راءُ لولا أميرها المختارُ
لم يكن للوصال عُرسٌ إذا ما … لم يكن للعتاب فيه نِثارُ
جار فيها جعل اللفيف على الآ … داب حتى أجارها المستَجارُ
مَن تكنّى من قَدرِه باشتقاقٍ … واسمه من ثباته مستعارُ
مَن نماه الخليل وهو خليلٌ … للمعالي والبِشرُ منه النُّضارُ
مَن تولّى فيما تولاه عدلاً … شفعته بصيرة واختبارُ
مَن تولّى التدبير منه برأيٍ … هو في ليلِ كلِّ خطبٍ نهارُ
مَن له في تبزُّع القول بَسطٌ … للَّيالي وللذكاء وقارُ
مَن به تلتظي الحروب وتخبو … فهو ماءٌ لدى الهِياج ونارُ
مَن يُذيل النفسَ الخطيرة في الرَّو … ع إذا كان بالنفوس احتكارُ
لو عددت اسمَ حدِّه مأثراتٍ … كان فيه على الأمير أمارُ
أيها السيد استجارت بك الأي … يامُ واستنصرت بك الأشعارُ
ضمنت لي علاك أن ليس يُثأى … لي ذمام ولا يُضاع ذِمارُ
ما تعدَّيتَ ما تولّيتَ لكن … لك ممّا أُتيتُ فيه اختيارُ
يا لقومٍ هاجوا هدير القوافي … وتضاغَوا إذ راعهم منه ثارُ
واستثاروا نار القصيد سَفاهاً … وتشكّوا لما ترامى الشرارُ
ولقد خيلوا سَراباً من القو … ل وبرهانُ ما ادَّعوه قَفَارُ
ورموني بأسهمٍ عن قسيٍّ … ما لها من حقيقةٍ أوتارُ
ألسُنٌ صادفت ميادينَ عيبٍ … فجرت وهي في الخِطام أسارُ
بهتوا غَيبتي ببهتان زُورٍ … عن قعودي فالزُّور فيه ازوِرارُ
أبداً أدرَأُ المكارهَ لكن … لك في ذا تعمُّدٌ واغتفارُ