سَلاَمَة ُ عِرْضِي فِي خِفَارَة ِ صَارِمِي – محمود سامي البارودي

سَلاَمَة ُ عِرْضِي فِي خِفَارَة ِ صَارِمِي … وإِنْ كَانَ مَالِي نُهْبَة ً لِلْمَكَارِمِ

بَلَغْتُ عُلاً لاَ يَبْلُغُ النَّجْمُ شَأْوَهَا … إذا هوَ لمْ ينهضْ لها بقوادمِ

إذا المرءُ لمْ يطربْ إلى اللهوِ وَ الصبا … فما هوَ إلاَّ منْ عدادِ البهائمِ

فأية ُ أرض لم تجبها سوابقي … وَ غمرة ُ بأسِ لمْ تخضها صوارمي

وَمَا اللَّيْلُ إِلاَّ هَبْوَة ٌ مِنْ كَتَائِبِي … وَ لاَ الشهبُ إلاَّ لمعة ٌ منْ لهاذمي

جنانٌ تحيدُ الأسدُ عنهُ ، وعزمة ٌ … هيَ الموتُ بينَ المأزقِ المتلاحمِ

وَلَكِنَّنِي أَمْسَيْتُ لِلْحُبِّ خَاضِعاً … وَلِلْحُبِّ سُلْطَانٌ عَلَى كُلِّ حَاكِمِ

وَبِي مِنْ صَمِيمِ الْعُرْبِ حَوْرَاءُ طَفْلَة ٌ … نَحِيلَة ٌ مَجْرَى الْبَنْدِ، رَيَّا الْمَعَاصِمِ

لها نظرة ٌ لوْ خامرتْ قلبَ حازمٍ … لأَصْبَحَ مَسْلُوبَ النُّهَى ، غَيْرَ حَازِمِ

أَطَعْتُ الْهَوَى فِيهَا وَإِنْ كَانَ ظَالِماً … وَعَاصَيْتُ فِي حُبِّي لَهَا كُلَّ رَاحِمِ

وَ منْ عجبٍ أنى أدينُ لحكمها … وَأَكْبُرُ أَنْ أَنْقَادَ طَوْعَ الْخَزَائِمِ

فقلبيَ حرٌّ ، لاَ يدينُ لصولة ٍ … وَ عوديَ صلبٌ ، لاَ يلينُ لعاجمِ

كلمات: المنتظر

ألحان: طلال مداح