سمعنا قائلا بشرى لمصرا – أحمد فارس الشدياق

سمعنا قائلا بشرى لمصرا … وآخر قد أشاد لمصر بشرى

فكل الناس متفقون معنى … على ان مصر طابت مستقرا

هني الفلك المنبر وشاهدى ان … بها قد لاح اسماعيل بدرا

هو النور الذي لولاه امسى … جمال الكون عنا مستسرا

وما رأت العيون سواه بدرا … يدوم تمامه ويفيض درا

كأن ثناءه في الناس مسك … اذا ما صر صرا لن يسرا

تعطر كل ثغر من شذاه … وجاب الارض ثغرا ثم ثغرا

له غرر المعالي لو افيضت … على دهم الليالي عدن غرا

فمن تعزيز دين الله بدءا … بعزم صادق سرا وجهرا

ومن نصر الخليفة بالمواضي … وابطال تذيب القرن ذعرا

يلاقون الحمام لقاء صب … متيمه وقد أولاه هجرا

نفوسهم العزيزة في رضاه … تهون كانها رخصت فتشرى

متى تسمع بحربهم فانشد … عليهم انزل الرحمن نصرا

فهم كالنون اذ يغشون بحرا … وهم كالضب اذ يعشون برا

فلو عاذل البغاث بهم لامسى … ومخلبه ينوش النسر نسرا

تمر على مباريهم ليال … طوال تنبرى سودا وغبرا

اذا نظروا بها برقا حجوه … وميض سيوفهم فبغوا مفرا

وان سمعوا مكاء الطير ما عاوا … له ذعرا وقد حسبوه زأرا

فهل لعزيز مصر يرى نظير … وهل لجيوشه ند فيدرى

ومن جبر لحال الملك حتى … علا شانا وباهى ملك كسرى

ومن فضل واحسان وعدل … وبذل صنيعة وهلم جرا

خلائق ما تعاب سوى بانا … سحرنا في محبتهن سحرا

وأنا مع تجنبنا المعاصي … ترنحنا مدائحهن سكرا

لنا من نور طلعته صباح … اذا ما الافق اظلم واكفهرا

ومن ذكرى أياديه ارتياح … إلى نشر الثناء عليه دهرا

ولو عشنا مئات سنين نثنى … لما اسطعنا لما اولاه حصرا

وهب هذا القريض له بحور … فما تحصى لفيض يديه قطرا

جرت سفن الاماني ثم قرت … على الجودى من يده مقرا

فلا تقصد سواه ولا تساوم … بقصد الشعر زيدا ثم عمرا

فان نعم واين نعم يراها السوى … نعما وتشغل منه فكرا

جرى احسانه كفارة عن … اساءة غيره فازداد اجرا

ببضع سنين احيى ارض مصر … وابدلها مكان العسر يسرا

وقام لها مقام اب مرب … فاوسع طفلها والشيخ برا

فكل نال من يمناه خيرا … وكل قال في مغناه شكرا

كما احيى لسان العرب فيها … وانشر علمه سفرا فسفرا

ومن قدم عزوا لسميه ما … به قد زاد افصاحا وسفرا

فذكرنا الرشيد ومادحيه … وللمأمون والندماء عصرا

ذممنا الدهر قبل وكان اني … عكست حروفه ينثال شرا

فصار اليوم سلما لا يعادى … وان عاديته نهيا وزجرا

وآلى انه يبقى وفيا … ويوفي كل حر ما تحرى

فهل عاد الزمان إلى صباه … واصلح شان هذا الخلق طرا

فزال عن القلوب الخوف جذرا … ومكن في النفوس الامن جذرا

فاني لست انظر غير بشر … واني لست اسمع غير بشرى

وكل نثا يفوه به امرؤ في … مديح عزيز مصر اراه شعرا

عزيز الشان ذو القدر المعلى … له صيت يبارى الريح نشرا

واراء تعيد الليل صبحا … واخلاق تعير الروض نشرا

حباه الله ملكا لا يضاهى … وشد به لهذا الدين اسرا

وانمى حبه في كل قلب … فما كادت لتشرب بعد كفرا

اذا ساد امرؤ نهيا وامرا … فاسماعيل اعظم منه قدرا

اشاد لقومه منتاب شورى … فهم فيه لى ما بان احرى

فان الله يأمر بالتأني … وتفويض المشورة عن امرا

فليس لمصرفي ذا العصر ند … وان يك واحد البلدان مصرا

فما كل الديار ديار سلمى … ولا كل الخدور تكن بكرا

كفاها الفخر ان بها عزيزا … على كل الملوك على ابرا

وفيها العلم والعلماء جمكا … لقد فاقوا الورى شانا وذكرا

فما تلفى لهم في الراي غرا … ولا تلقى بهم الا الاغرا

ومن ان قال لم يترك مجالا … لآخر قائل فظما ونثرا

وقد ما كان ازهرها سماء … به طلعوا لاقصى الارض زهرا

قرنت بمدحهم لاولى … كريم بالمديح ونلت سرا

واني معهم اهدى دعاء … وتهنئة بعيد الفطر غرا

أدام الله سؤدده علينا … وزاد مقامه عزا وفخرا

ومتعه بأنجال كرام … له فيهم يدوم الملك ذخرا

أرى في مدحه الإطناب نزرا … وأن أدعو له فرضا ونذرا

ألحان: طارق عبدالحكيم