سل عن فؤادك بين منعقد اللوى – مهيار الديلمي

سل عن فؤادك بين منعقد اللوى … والنَّعفِ قبلَ تشعُّب الأظعانِ

واخلط أنينك إن تسمَّع كاشحٌ … برغاءِ كلِّ مجرجرٍ حنَّانِ

فلربَّما طارت مناسمها غداً … بحشاك وهي مناسرُ العقبانِ

لله أنت محدِّثا أنَّ النوى … ممسى غدٍ من والهٍ حرّانِ

ناهٍ دموعك بالبنانِ تجمُّلا … نهياً مشقَّته على الأجفانِ

نبذوا عهودك في الحصا وتأوَّلوا … دينَ النساءِ عليك في الأديانِ

وتلبّسوا لك في النِّفاق صبائغا … قبلَ الفراق كثيرة َ الألوانِ

غادون أو متروِّحون لشأنهم … فلا شرقنّ لهم بجمَّة ِ شاني

ولقد حملتُ حديثهم في أضلعٍ … للسرِّ مشرجة ٍ على الكتمانِ

وربطتُ صدري باليدينِ مخافة ً … من كثرة الزفراتِ والخفقانِ

يا سائلي بوفائهم لك ذمّة ٌ … من أن يراني الحبُّ حيث نهاني

خذ وجهيَ الراضي إليك ولا تسلْ … بعدَ النوى عن قلبيَ الغضبانِ

هل في البروقِ على الكثيبِدلالة ٌ … إن أعوزتك دلالة ُ النيرانِ

أو فى الصَّبا لك مخبرٌ عن مقلتي … هادي الضلوعِ وموقظٍ وسنانِ

أشكو ظماي وبلَّة ٌ من ريقه … تشفى فليتَ سقى وليت شفاني

لما تواقفناوكم من لهفة ٍ … بحشاً هناك وعضّة ٍ ببنانِ

أذكرته العهدَ القديمَ فما قضى … لي حاجة ً إذكارُ من ينساني

قم نادِ بين حمولهم فلربما … كنتَ الطليقَ غدا وكنتُ العاني

عيني جنت يا ظالمين فما لكم … جورَ القضاء تعاقبون جناني

ما هذه يا قلبُ أوّلُ عثرة ٍ … أخذَ البرئُ لها بذنب الجاني

أشكو زماني في دماءٍ طلَّها … عنتاً وثأري عند أهل زماني

وسيوفُ أيامي التي أنحي بها … مسلولة ٌ في أيدي الإخوانِ

يا صاحبيَّ كم القناعة ُ بالمنى … والنومُ تحت ظلائلِ الحرمانِ

وزعمتما أن المغرَّر عاثرٌ … تعدُ العلا غيرَ الذي تعدانِ

لا بدّ منها وثبة ٌ عربيّة ٌ … يرضى القعودُ بها عن النّهضانِ

تدجو الخطوبُ وليلها مستصبحٌ … بالغرّة البيضاءِ من عدنانِ

تبغي ديونا من بني عوفٍ لها … عقدتْ بغير المطل واللَّيانِ

حتى تبيتَ مع الظلام نزيلة ً … لأغرَّ كابن أبي الأغرِّهجانِ

واها لها هدياً وحسنَ بصيرة ٍ … في السعي إن بلغتْ أبا حسَّانِ

تلقى عصاها في بيوتمقلَّدٍ … بندى ً يحلُّ قلائدَ الأرسانِ

حيثُ الفخارُ العدُّ أبيضُ سافرٌ … والجودُ أخضرُ ناعمُ الأغصانِ

ومع العشيِّ مراحة ٌ هدَّارة ٌ … آجالها في قبضة ِ الضيفانِ

تفدي سواه سوقها بضروعها … ودماؤها معه فدى الألبانِ

في كلِّ بيتٍ جفنة ٌ فهَّاقة ٌ … وفحيصُ معقورٍ ونقعُ دخانِ

ونفيسة ٌ من ماله موهوبة ٌ … لم تحصَ في كيلٍ ولا ميزانِ

يا قاتلَ الأزمات في أعوامها … بالجود بل يا قاتل الأقرانِ

سمُّوك أكرمهم فإن هم فزِّعوا … بالصَّبحِ فاسمك فارسُ الفرسانِ

كم موقفٍ لك والقنا يزعُ القنا … عن أن يكونَ اليومُ يومَ طعانِ

والموتُ ما بين الكميِّ وقرنه … يتعاوران عليهِ أو يقعانِ

ما زلَّ عن زلقاتهِ لك أخمصٌ … ولقد تزلُّ بغيرك القدمانِ

أعطاكَ فيه النصرَ توثقة ً وما … وقفت قناة ُ مغامسٍ بسنانِ

ورجعتَ تنثو حسن ما أبليته … ثلمُ الظُّبا وقصائدُ الخُرصانِ

وسخيمة أغضيتَ عنها واهبا … للحلم فيها سورة الأضغانِ

أطَّتْ بك الرحمُ البليلة ُ دونها … حتى طويتَ الذنبَ بالغفرانِ

وضممتَ قومك تابعا في ضمِّهم … أمرَ العلا وحقيقة َ الإيمانِ

وإذا الكريمُ تناكرتْ أعمامهُ … أخواله بسقت به العرقانِ

أعطيت حتى كلُّ عافٍ قائلٌ … أفقرتهُ بالجودِ أو أغناني

وأجرتَ حتى ودَّ قومك أنّهم … مع عزِّهم لك موضعُ الجيرانِ

مرَّتْ صفاتك بي فهزَّتْ أضلعي … شوقا إليكَ وهيَّجتْ أشجاني

وخجلتُ من مدحي لقومك والعلا … في ترك مدحك وحده تلحاني

وعلمتُ أنك خيرُ من علقتْ به … منِّي حبائلُ بغية ٍ وأماني

فبعثتها سيّارة ً لك ركبها … في الأرض لا الواني ولا المتواني

حمّالة ً من طيب نشرك في الملا … سلفَ الحيا وبواكرَ الرَّيحانِ

ودَّتْ لها لو أنّها أسديَّة ٌ … عليا تميمٍ أو بني شيبانِ

تحيى محاسنَ مزيدٍ إحياءكم … باقى علاه على الزمان الفاني

تعطيك في النادي أوائلَ فخره … والقومُ بعدك تابعٌ أو ثاني

وإذا تلاهما المنشدون تمنَّت ال … أبصارُ فيها موضعَ الآذانِ

لم يبقَ غيري من يقومُ بمثلها … لكمُ ولا من كان قبلَ زماني

فُقتُ الورى قولا وفقتمُ نائلا … فالمجدُ بين أكفّكم ولساني